أسامة بلفقير ـ الرباط
في هذا الحوار، يسلط الحقوقي المغربي المهاجر بالديار الهولندية، جمال الدين ريان، الضوء على تطوراء وتاعيات الإحتجاجات التي يعرفها الريف المغربي كما يتحدث عن جوهر الأزمة التي يعرف المغرب في الوقت الحالي.
وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تقرأ الإحتجاجات التي تعرفها جهة الريف والاتهامات التي اطلقتها الحكومة ضد نشطاء الحراك؟
الإحتجاجات التي تعرفها مدينة الحسيمة والتي كانت كرد فعل على مقتل محسن فكري وكان بالإمكان التدخل مباشرة بعد الحادثة والجلوس مع المنتخبين ولجنة من الحراك لتدارس الوضع ومناقشة كل المشاكل والإتفاق على جدول زمني لتتبع إستجابة الحكومة للمطالب الإجتماعية.
ومع تشكيل الحكومة والأزمة السياسية التي واكبتها لم يتم خلالها الإهتمام بالحراك ووقع التصعيد لأنه في نظري أراد “البام” أن يستغل الحراك وأصدر بيانا للمساندة ومطالبة اعضائه بالخروج إلى الشارع ونسي أنه يسير مجموعة كبيرة من الجماعات ومن بينها بلدية الحسيمة وأمينه العام يترأس الجهة وله تمثيلية مهمة في البرلمان .
أما أحزاب الأغلبية فقد إرتكبت خطأ فادحا ببيانها وتصريحات أعضائها بعد إجتماعهم وإطلاق إتهامات مجانية مما زاد الطين بلة حيث فروع أحزابها نددت ببيان الرباط وأصبحت الحكومة في مأزق وأرادت إستدراك الأمر من خلال البيان التصحيحي قبل وقفة يوم الخميس، وهنا يمكن القول إن التواصل من طرف الحكومة والاحزاب منعدم مع المواطنين ليس في الحسيمة فحسب بل في المغرب كله.
ما رأسكم في تهمة تلقي نشطاء الريف لتمويل من الخارج لدعم اطروحة الإنفصال؟
إنها تهمة خطيرة جدا إذا لم تكن تستند على حجج، ودعاة الإنفصال أقلية يريدون الركوب على الحراك واستغلاله دون دراسة للعواقب التي يمكن ان تنتج عنه وما حدث ويحدث بالدول المجاورة لايريده أي وطني لبلده ومن السهل الجلوس وراء الحاسوب والمطالبة بالثورة والفوضى ولكن هل دعاة الإنفصال يتحكمون في الشارع؟
وفي هذا السياق، يمكن القول إن رفع علم الجمهورية الريفية بكثافة خلال كل الوقفات والمسيرات يثير أكثر من سؤال حول دواعي رفعه.
سؤال كيف تقرأ سياق احتجاجات في مختلف العواصم الأوروبية لمغاربة العالم للتعريف بإحتجاجات ساكنة الحسيمة؟
الإحتجاجات التي تعرفها بعض العواصم الأوربية تدخل في إطار التضامن مع الأهل بالمغرب لكنها لاتعرف كثافة كبيرة لأن بعض الأطراف تريد أن تستغلها وتجعلها إحتجاجات سياسية وليس إجتماعية.
لكونك من مغاربة الخارج، كيف تتابع الوضع وأين يمكن المشكل في السياسات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب؟
أتابع الوضع بقلق كبير وزاد قلقي خلال عملية بلوكاج تشكيل الحكومة من طرف بنكيران وأصبحت الأحزاب المنهزمة هي من تتحكم في تشكيل الحكومة والسطو على رئاسة البرلمان وأخذ كل القطاعات الإقتصادية المهمة، إذن ما جدوى الإنتخابات إذا كانت الحكومة تستولي عليها أحزاب منهزمة وكيف ستكون المشاركة مستقبلا حيث لم يتم إحترام نتائج 7 أكتوبر.
أما الأحزاب السياسية لاتؤمن بالديمقراطية وهذا ما نلمسه من قياداتها ونخبها وأصبحت دكاكين إنتخابية وليس مؤسسات لتأطير المغاربة وفتح الأبواب للنخب الشابة.
فما هو جوهر الأزمة إذا ؟
المغرب يعيش في أزمة مع نخبه ومع تفعيل الدستور ومع إنهاء الأشغال في الأوراش المفتوحة والإهتمام بالصحة والتعليم وسياسة القرب وربط المسؤولية بالمحاسبة، لأن هاك العديد من ناهبي للمال العام يتجولون بحرية وهناك من تم إخراجه من السجن.
وهنا يمكن القول أيضا أن السياسات الإجتماعية والإقتصادية فاشلة وغير مجدية لأننا أقصينا النخب وتركنا نظام إنتخابي يزكي الفساد ولايهتم بالبرامج الحزبية بل بأصحاب الشكارة والتوريث.