جمال المرسلي
عندما تحتلً الضّفادع برك الماء
ويقطن البيت العناكب
ويعلو نباح الكلابً
ويصير أمين الحيّ نسناساً
ويختلط الشّوك بالتّبن
وتجوب الحمير بساتين الزّهور
وتٌقدّم العبدة لأجل نهديها
ويٌصاحب الّلئيم مخافة سخطه
ويٌبعد الأمين المجاهر بصدقه
وتتصدّر الجهلة مجالس العقل
وتبيع القبيلة مَرابِعها
وتقيّد كلاب حراستها
ويحرّم سلاح الفكر والمناظرة
وتٌشرع أبواب الخيام
وتستباح الحرمات من أجل الفتات
وتستجدي الحرائر الماء العفن فلا تسقى
ويُطعِم حرّاس المواسم الّلحم النّتن
و تشيه الوجوه وتمسخ الألفاظ
عندها تنعدم القيم
ويستباح بيع الذّمم
حتّى يسود الخصئ الملجّم
وذات الصّدر المصمّم
فلا حياة لحزب، قدّم الغالي والنّفيس
ليعدو ذكرى لحن بائس ونغمٍ تعيس
وأطلال مهجورة وبيوت خرِبة
وجدران نخرها سوس المال والزندقة
والهوان والتنكّر والخذلان
فيكفيها نطحة تيس متهوّر لتنهار
وعويل ذئاب بلا أنياب
فتسقط الجدران عن الباب
تختلط الدّماء بالتّراب
ويعدو البيت بلا سقف ولا حجاب
وتموت الرّجال وتختلط الأنساب
ونهيم بلا عنوان
في لجّة البحر وغيوم الضباب.