نجيبة جلال
حرصا على مصالح الطفل الفضلى، وادراكا لأهمية الاستقرار الاسري في ترسيخ السلم الاجتماعي ، ووفاء للرسالة الاجتماعية التي وضعتها على عاتقها منذ تأسيسها، أنشأت جمعية بيت الحكمة “الهيئة المغربية من أجل المساواة بين الوالدين وحقوق الطفل”، وتم تكليف السيد خالد بوكسيب ، المستشار الإستراتيجي والفاعل المتخصص في سياسات الإدماج الاجتماعي والمساواة بين الجنسين ، كرئيس لها.
في الواقع ، إذا ظهر اليوم أن كوفيد 19 هو العامل الأكثر تأثيرا في تغيير تنظيم مجتمعاتنا ، فإن نموذجنا الاجتماعي لا يزال تحت رحمة فيروس عدم المساواة.
وإيمانا منا في بيت الحكمة بالقيم الديمقراطية ، فكرنا في تطوير نموذجنا الاجتماعي والطريقة الإيجابية والبناءة لدعم مجتمعنا بحيث يمكن لكل مغربي أن يتملك نفس التعريف لمفهوم المساواة.
في السياق الحالي ، لا تزال العديد من الموضوعات رهينة الزمن والثقافة وثقل التقاليد ونظرة المجتمع المغربي، ومنها موضوع النموذج الأسري، الذي يتطلب التحديد بشكل واضح وجلي .
وفي اعتقادنا، يواجه قانون الأسرة المغربي الآن تحديًا حقيقيًا ، وهو تحد جديد يجب مواجهته من أجل الانسجام مع نموذجنا الاجتماعي الجديد، خاصة أن خيار المغرب الذي لا رجعة فيه لتعزيز العملية الديمقراطية وإرساء المساواة بين الجنسين يتبلور في مناخ غير متوازن، ويستدعي تفكيرا عميقا ومزيدا من الشجاعة للخروج من المناطق الرمادية واتخاذ قرار بشأن ارساء نظام قانوني واضح وفعال.
ونعتقد في بيت الحكمة أن إصلاح مدونة الأسرة وتحسين العدالة هي السبيل الوحيد لانضاج العلاقات داخل الأسرة المغربية ، وهي المخرج الوحيد الذي لا محيد عنه لكي يتمكن كل طفل مغربي من ايجاد مكانته في المشاريع المستقبلية، في أسعد اللحظات ، مثل الزواج أو ولادة طفل ، وأيضا حتى في أكثر المراحل إشكالية والأكثر حرجا ، مثل الطلاق ، فإن الأطفال هم غالبًا أول ضحيته ، وهي اليوم أحد العوامل الأساسية التي يجب على كل مغربي أخذها بعين الاعتبار لضمان مستقبل أفضل لأطفالنا.
وستعمل هذه اللجنة التي أطلق عليها “الهيئة المغربية من أجل المساواة بين الوالدين وحماية الطفل” على تعزيز تحقيق الالتزام الكامل بالقيم الانسانية الأساسية لمواصلة مسيرة المغرب والمغاربة نحو المساواة.
رئيس جمعية بيت الحكمة