24ساعة-عبد الرجيم زياد
في ظرف 48 ساعة، خرج كل من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس دبلوماسيته أحمد عطاف، مهاجمين مبادرة الحكم الذاتي المغربية التي يقترحها المغرب كتسوية لنزاع الصحراء المفتعل، و التي تشهد دعما دوليا متواصلا من كبريات العاواصم العالمية.
تبون، وخلال خطاب له أمام أعضاء البرلمان الجزائري بغرفتيه، قال بأن الجزائر لن تتخلى أبدا عن دعمها لأطروحة جبهة البوليساريو فيما يتعلق بحل النزاع الإقليمي حول الصحراء، معتبرا بأن مباردة الحكم الذاتي هي ” فكرة فرنسية ” وليست مغربية. وأن بلاده على علم بذلك منذ عقود. وفي اليوم التالي، خرج وزير خارجيته أحمد عطاف بدوره مسألة الصحراء ليذهب إلى أبعد من ذلك ويعلن رفض الجزائر القاطع لقبول الحكم الذاتي كحل
هذه النصريحات العدائية للمغرب، لا تخرج عن إطار المواقف التقليدية للجزائر المعادية للمملكة المغربية، ووحدتها الترابية وسيادتها على أقاليمها الجنوبية، تأتي في وقت يشهد فيه المقترح المغربي للحكم الذاتي للصحراء يشهد نجاحا متزايدا واعترافا دوليا، مما يعزز موقف المملكة. بحيث اعترفت الولايات المتحدة، وهي أحد اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية، بالطبيعة المغربية للصحراء، مما يمثل نقطة تحول كبيرة في الدبلوماسية العالمية بشأن هذه القضية.
وينضاف هذا الاعتراف إلى الدعم المستمر الذي تقدمه العديد من الدول الأخرى، مما يعزز شرعية الموقف المغربي، ويمكننا أن نذكر إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة للصحراء، التي وصفت مبادرة الحكم الذاتي المغربية بأنها “الحل الأكثر مصداقية” لوضع حد لها. لهذا الصراع بشكل نهائي.
وتعزز هذه المواقف فكرة أن المجتمع الدولي يصطف بشكل متزايد خلف المغرب، ويفضل حل الحكم الذاتي باعتباره السبيل الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة. بل إن هذا الأمر أثاره المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الذي اعتبر أن الوقت قد حان للتفكير جديا في الحل الذي يقترحه المغرب.
وتشهد هذه التطورات الأخيرة على التفوق المتزايد للمقترح المغربي، مما يدل على أن الطريق نحو إضفاء الطابع الرسمي على نهاية هذا الملف الذي لا رجعة فيه الآن. ويفتح الإجماع الدولي حول هذه المبادرة الطريق أمام حل سلمي لصراع الصحراء، رغم أن الجزائر. ضمن حركة البوليساريو الانفصالية، تواصل مقاومة هذه الديناميكية.
النظام الجزائري يواصل التغربيد خارج السرب
يواصل النظام الجزائري، في إطار رغبته في الحفاظ على الوضع الراهن المتضارب ورفضه التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم. يواصل تأجيج التوترات من خلال جبهة البوليساريو، أداته الرئيسية في هذا الشأن. لكن صعود الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على الصحراء. يسير جنبا إلى جنب مع فقدان المصداقية والدعم للجزائر، مما يجعل موقفها معزولا بشكل متزايد على الساحة الدولية.
هذه التصريحات المعادية لمقترح الحكم الذاتي، والتي تعتبر تغريدا خارج السرب من قبل النظام الجزائري، تُعتبر استمرارا للمواقف الجزائرية الداعمة للبوليساريو، والتي توصف بالجمود مقارنة بالتطورات السياسية والدبلوماسية التي يشهدها الملف على الساحة الدولية، وذلك في ظل الانتصارات والمكاسب الديبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب على صعيد تعزيز وحدته الترابية وتكريس سيادته على أقاليمه الجنوبية، والدعم الإقليمي والدولي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة كحل سياسي لهذا النزاع.