الرباط-عماد مجدوبي
يواجه رئيس جهة الدار البيضاء-سطات ورطة حقيقية في قضية صفقة التواصل التي يرافقها جدل كبير من إطلاقها أول مرة ثم إلغاء بعد تدخل للخازن الوزاري. لكن الجدل سيبلغ هذه المرة مداه عندما نشرت الجهة بيان حقيقة يحمل نفيا واضح لتمرير هذه الصفقة لفائدة إحدى الشركات، رغم نشر محضر نتائج فتح الأظرفة عبر بوابة الصفقات العمومية.
هذا المحضر، الذي تتوفر جريدة “24 ساعة” على نسخة منه، يشير بوضوح إلى فوز شركة “Saga Communication” بهذه الصفقة مقابل مبلغ 8 ملايين و379 ألف و568.14 درهم، حيث تم توقيع محضر نتائج الصفقة المنشور على بوابة الصفقات العمومية من طرف عبد اللطيف عشاق، المدير العام للمصالح بتفويض من رئيس الجهة، وذلك اعتبارا لكون هذا العرض الأكثر أفضل ” Offre la plus avantageuse”.
إلا أن إدارة الجهة كان لها رأي آخر مناقض لما تم الإعلان عنه، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الجهة قد تراجعت عن تفويت الصفقة لفائدة الشركة المعنية رغم إعلانها عن النتائج النهائية في محضر رسمي.
وجاء في بلاغ صادر عن جهة الدارالبيضاء ـ سطات، أن مجلس الجهة تلقى باستغراب شديد، ما تناولته بعض وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية من أخبار مغلوطة تدعي أن عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس الجهة، مرر الصفقة المذكورة، مؤكدا هذا الخبر عار من الصحة.
وأكد البلاغ أنه استجلاء للحقيقة، ورغبة في تنوير الرأي العام والتواصل معه، تقدم إدارة الجهة بعض التوضيحات تجملها في أن برمجة صفقة التواصل من طرف إدارة مجلس الجهة، والتي تروم وضع استراتيجية واضحة وبناءة وطريقة للتواصل مع المعنيين بالشأن الجهوي، لا تخص شخصا بعينه، وإنما تهم التعريف بجهة رائدة تتبوأ الصدارة على الصعيد الوطني، وتعتبر قاطرة للتنمية ببلادنا وذلك رغبة في إبراز مؤهلاتها السوسيو-اقتصادية والجغرافية والثقافية بهدف الحفاظ على ريادتها وجاذبيتها كقبلة للمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأجانب.
وأوضحت إدارة الجهة أنه لحد الساعة لم تنل أي شركة طلب العروض الخاص بالتواصل، وأنه لم يتم تمرير أي صفقة بتاتا، خلافا لما ورد في بعض وسائل الإعلام، نظرا لأن العرض الذي قدم كان عديم الجدوى وفقا للمساطير القانونية المذكورة ودفتر التحملات الخاص بالصفقة.
وأشار البلاغ ذاته إلى أن إدارة الجهة لازالت تتهيأ لإعلان طلب عروض جديد يتضمن توضيح الشروط المطلوبة بشكل كاف وفي احترام تام للمساطر القانونية المعمول بها. وخلص البلاغ إلى أن إدارة مجلس الجهة تبقى رهن إشارة وسائل الإعلام بكل أطيافها، وكذا المصدر الوحيد لاستيقاء المعلومات وتقديم الشروحات الضرورية في كل ما يتعلق بعمل المجلس ومقرراته.