أسامة بلفقير _ الرباط
يتوالى نشر عدد من المقالات المشبوهة، المتضمنة لاتهامات “غبية” للمغرب بالوقوف وراء عملية تجسس استهدفت مسؤولين إسبان، على رأسهم رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.
آخر هذه المقالات نشرتها صحيفة “الغارديان” واسعة الانتشار والتي تتمتع بسمعة إعلامية محترمة، وبضوابط مهنية صارمة..لكنها هذه المرة، وبشكل استثنائي، اختارت أن تدوس على هذه القواعد وتوجه اتهامات بدون أدلة للمغرب.
ويظهر المقال المذكور، ومعه كل ما ينشر وفق نفس المقاربة في الإعلام الإسباني والفرنسي، أن هناك جهات أجنبية تسعى إلى ممارسة الضغط والابتزاز على المغرب في ملف لا تتوفر على أبسط الأدلة التقنية التي يجب الاستناد إليها في مثل هذه الملفات.
فقبل أن تصدر الاتهامات للمغرب بالتجسس على مسؤولين إسبان، سبق أن تم اتهامه بالتجسس على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومعه شخصيات فرنسية أخرى باستعمال برنامج بيغاسوس.
آنذاك، تحدى المغرب الجهات التي تتهم بتقديم أدلة تثبت هذه الأكاذيب. بل إن الرباط ذهبت بعيدا عندما قامت بمقاضاة وسائل إعلام فرنسية، من بينهما “لوموند”، بسبب حملات التشهير التي استهدفت المملكة.
ولعل الغريب في هذه الاتهامات الجديدة هو أن الحكومة الإسبانية نفسها رفضت توجيه الاتهام إلى أي دولة، بعد تردد اسم المغرب واستغلالها بشكل سياسوي مغرض لأهداف لها علاقة بالمصالح الاستراتيجية والعليا للمملكة، في وقت لم تقدم الأطراف التي تدعي تفجير الفضائح حول برنامج بيغاسوس، ولو دليلا واحد يدين المغرب.
ليس هذا فحسب، بل إننا اليوم يمكن أن نجزم بأن هنا أطراف خارجية، معادية للمغرب وسيادته واستقرار، باتت تخترق كبريات وسائل الإعلام الدولية من أجل ابتزازه والضغط عليه، تارة باستعمال أوراق حقوقية بائدة، وتارة باستعمال قضية الصحراء المغربية والملفات المرتبطة بها، واليوم باستعمال ملف بيغاسوس الوهمي والذي لا يعدو أن يكون إلا مفرقعة انفجرت بين يدي مفبركيها.
لقد تأكد للجميع بأن المغرب كلما حقق تقدما دبلوماسيا واختراقات ملموسة على صعيد علاقاته الدولية، كلما خرجت أصوات تسعى إلى خلق ضجيجا وهميا حول هذه الانتصارات، وهذا ليس بالغريب..فهناك قاعدة في الصحافة، تقول إن من يؤدي المال هو من يتحكم في الجوقة الموسيقية..وهذا بالضبط ما يجري اليوم..لكن للأسف داخل مؤسسات إعلامية محترمة.