24 ساعة-أسماء خيندوف
أعلنت كل من اتصالات المغرب وإنوي عن توقيع اتفاقية شراكة موسعة، تهدف إلى تسريع عملية إنشاء ونشر شبكات الألياف البصرية وتكنولوجيا الجيل الخامس في المغرب.
وفي هذا السياق، أوضحت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن هذا التقارب بين “اتصالات المغرب” و”إنوي” يعتبر ثورة في قطاع الاتصالات بالمملكة، حيث يسعى لتكريس مكانة المغرب كـ”فاعل مرجعي” في ميدان الاتصالات ليس فقط في أفريقيا ولكن في العالم بأسره.
وجاء هذا الإعلان عن الشراكة بعد صراع قانوني طويل، حيث يهدف الفاعلان من خلال هذا التحالف إلى تسريع عملية نشر الألياف البصرية (الفايبر) وشبكة الجيل الخامس (5G) في المغرب، استعدادا لإستضافة كأس العالم 2030.
أورنج: المعني المباشر
شددت المجلة على أن “أورنج المغرب”، ثاني أكبر فاعل في السوق المغربية بحصة تتجاوز 30% من قطاع الهاتف المحمول، هي من بين الأطراف الأكثر تأثرا بهذا التحالف، حيث علمت بالخبر في 27 مارس الماضي، في نفس توقيت الإعلان الرسمي للجمهور.
إقرأ أيضًا
وأشارت المجلة إلى أن أورنج طالما طالبت منذ سنوات بمشاركة البنية التحتية، إلا أن هذه المطالب أصبحت الآن جزءا لا يتجزأ من التحالف بين “اتصالات المغرب” و”إنوي”. ويخطط الطرفان لإنشاء شركتين مشتركتين مملوكتين مناصفة، إحداهما ستكون متخصصة في نشر الألياف البصرية، والأخرى في إقامة الأبراج الخاصة بشبكات الاتصالات، استعدادًا لتوسيع شبكة الجيل الخامس في جميع أنحاء المملكة.
أورنج والضمانات الممنوحة لها
أفادت “جون أفريك” أن التحالف الجديد لا يهدف إلى استبعاد “أورنج” من هذا المشروع، بل على العكس ستتولى الشركات المشتركة إدارة البنية التحتية دون تقديم الخدمات مباشرة إلى المستهلكين. كما سيتم منح جميع الفاعلين المرخص لهم، بما في ذلك “أورنج”، الحق في استخدام هذه البنى التحتية لتقديم خدماتهم للمستهلكين.
وفي هذا الصدد، أفادت المجلة أن ضمانا إضافيا تم تقديمه لـ “أورنج” في هذا الاتفاق، وهو إعداد دليل شفاف ودقيق يحدد الشروط المالية والتجارية والتقنية للولوج إلى هذه البنية التحتية.
ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان المنافسة العادلة بين جميع الفاعلين في السوق، بما في ذلك “اتصالات المغرب”، “إنوي” و”أورنج”، وذلك للحد من أي ممارسات تمييزية أو منافية لقواعد المنافسة.
التحول الرقمي 2030: المغرب يتجه نحو المستقبل
أوردت “جون أفريك” أن هذا التحالف يأتي في إطار استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، التي تهدف إلى توفير الألياف البصرية إلى 5.6 ملايين أسرة بحلول عام 2030، مقارنة بـ 1.5 مليون أسرة في 2022، كما تهدف إلى توفير شبكة الجيل الخامس لـ 70% من السكان.
كما لفتت المجلة أنه في إطار هذا التحول الرقمي، تمتلك مجموعة “أورنج” الخبرة اللازمة في إدارة الفعاليات الكبرى مثل كأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار وأولمبياد باريس، وهي مستعدة لتوفير الحلول التقنية اللازمة لتطوير الشبكات المتطورة للمشاركة في تنظيم هذه الفعاليات الكبرى في المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أن “إنوي” و”اتصالات المغرب” يعتزمان استثمار حوالي 4.4 مليارات درهم (424 مليون يورو) من أجل إقامة الشركتين المشتركتين، وهو ما سينعكس إيجابيا على “أورنج” كذلك. ويهدف هذا الاستثمار إلى تجنب تكرار البنية التحتية، وزيادة الكفاءة في الاستثمارات، وتحسين الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة وتحسين جودة خدمات الهاتف المحمول في المملكة.
