إعداد : عماد مجدوبي
خصصت مجلة ”جون افريك” مقالا مطولا عن المدعو هشام جيراندو الفار إلى كندا، من العدالة المغربية، بسبب سوابقه العديدة في الابتزاز والتشهير.
وكشفت ”جون افريك، في مقالها المنشور بتاريخ (أمس الأربعاء 19 مارس 2025)، بأن عبارة ”تحية للمعتقلين السياسيين” الذي يتخذها شعارا في جميع مقاطعه المصورة في يوتيوب وتيك توك وفيسبوك، علامة تجارية تخفي خطه التحرير المتشدد والمسيس.
جيراندو ملاحق قضائيا في المغرب وكيبيك
أضافت الصحيفة أن جيراندو، الذي لا يتردد في انتقاد المسؤولين المغاربة، يواجه تهما ثقيلة، كونه على رأس شبكة ابتزاز إلكتروني، وهو ملاحق قضائيا في العديد من قضايا التشهير في المغرب وكيبيك، حيث يعيش منذ سنة 2010.
وذكرت أن شركاءه في جرائمه المفترضين، أفراد من عائلته، وهم شقيقته جميلة جيراندو، وأبناؤها (ملاك، 14 سنة، وعبد الرحيم، 22 عامًا) بالإضافة إلى زوجها أحمد الطاهري، وكلهم متابعون أمام العدالة.
وبحسب ما ذكرته المحكمة الابتدائية الجنائية بالدار البيضاء، فإنهم يتابعون بتهمة “التواطؤ في إهانة سلطة دستورية وهيئة منظمة، ونشر وإذاعة ادعاءات ووقائع كاذبة بهدف المساس بالحياة الخاصة للأفراد والتشهير بهم، وكذلك بتهمة التهديد.
ويُشتبه في أن جميعهم قدموا الدعم اللوجستي لمشروع هشام جيراندو الإجرامي من خلال شراء هواتف وشرائح ”SIM” له، والتي كانت ستسمح له بإنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة الدار البيضاء خلال ندوة صحفية، أن القضية تعود إلى شكاية تقدمت بها سيدة تدعي أنها تعرضت للتشهير والتهديد والابتزاز عبر تطبيق واتساب من طرف المغربي الكندي.
جيراندو وأموال الابتزاز
أوردت ”جون أفريك” على لسان مصادر أمنية، أن جيراندو لجأ إلى “خدمات وسطاء مغاربة كنديين لديهم حسابات بنكية بالمملكة” في بنك التجاري وفا، حيث “دفعوا أموال الابتزاز، قبل أن يسلموا ما يعادلها بالدولار” للمتهم الرئيسي في حسابات مسجلة بكندا، في بنك سكوتيا.
وأضافت أن هذه المعاملات سيتم ربطها بعنوان البريد الإلكتروني الشخصي لـ جيراندو، بينما يزعم أن هؤلاء الوسطاء قالوا إن الأموال مخصصة “للطلاب الذين يواصلون دراستهم في كندا”.
حقيقة جيراندو في مواجهة الأكاذيب التي يروجها عن نفسه
من هو هشام جيراندو في الحقيقة؟، تجيب الصحيفة أنه رجل أعمال عادي يدير شركة لبيع وتأجير الأزياء المصنوعة في تركيا وإعادة بيعها من أماكن في مونتريال ولافال.
“جيراندو فاشون” ابن لعائلة متواضعة من منطقة صفرو جنوب مدينة فاس، عضو في الاتحاد الإسلامي الكندي، ملتزم تجاه الجالية المغربية في البلاد. كما حدث أثناء جائحة كوفيد-19، عندما أشرف على عملية توزيع سلال غذائية على الطلاب الأجانب.
ومن ناحية أخرى، فهو قبل كل شيء وجه “تحدي” على يوتيوب، وهي قناة تم إنشاؤها في يناير 2022 ولديها ما لا يقل عن 747 ألف مشترك. في البداية، ركزت قناته على ريادة الأعمال والتطوير الشخصي، وسرعان ما تحولت غلى أداة عبر الإنترنت للتعبير عن نشاطه لانتقاد مسؤولين كبار بالمملكة. تضيف الصحيفة.
الصورة الموجودة على الصفحة الرئيسية للقناة، تتكون أيضًا من مونتاج واضح يشبه ملصقًا دعائيًا سياسيًا، حيث يظهر هشام جيراندو وفمه مغلق بعلم مغربي، وفي الخلفية رسم لأيدي مكبلة. في الأسفل شعار آخر: “تحدي، صوت من لا صوت لهم”.
لقد صنع بائع الأزياء هذا، وفقا للصحيفة، لنفسه صورة باعتباره ”حارسًا بين اللصوص”، ويعود الفضل في شعبيته إلى مقاطع الفيديو القوية التي يتهم فيها السياسيين ورجال الأعمال وأهدافه المفضلة: تجار المخدرات والقضاة والمحامين.
وأوردت المجلة أن الأشخاص المسئولين الذين يستهدفهم جيراندو في مقاطع الفيديو الخاصة به، قاموا بتقديم شكوى ضده.
إدانات قضائية في كندا ومسيرة غامضة
أفادت المجلة الفرنسية بأن المحكمة العليا في كيبيك، أمرت في يونيو سنة 2023، بإزالة محتويات وجه عبرها جيراندو اتهامات باطلة وخطيرة لمحامين مغاربة، إلا أنه رفض ذلك، وبتهمة ازدراء المحكمة، قضت ضده بغرامة مالية قدرها 2000 دولار
ورغم أن الهارب إلى كندا، يقدم نفسه كمعارض، وينشر معطيات بدون أدلة كتشكيكه في الهجمات التي هزت الدار البيضاء سنة 2003؛ فإن مسيرته لا تخلو من نقاط غامضة تثير العديد من التساؤلات، خاصة أن التفاصيل التي يردها عن حياته مثيرة للريبة. جيراندو ادّعى مثلا أنه عمل عبر مجالات متعددة خلال التسعينيات، بدءًا من تدريس اللغة الإنجليزية في منظمة غير حكومية بليبيا- حيث ادعىأنه التقى بأطفال “شقيق غير موجود” لمعمر القذافي، مرورًا بوظائف في شركات لوجستية وعقارية. إحدى تلك الشركات كانت في مراكش، والتي غادرها سنة 2008.
لاحقًا، جاءت مرحلة الإقامة في كندا سنة 2008، حيث تحدث عن تأسيسه لشركة لتصفية الملابس تُدعى “ليكيدا” التي أدارها حتى عام 2016، قبل أن يُشرف على شركة “فناير للنقل”، المتخصصة في الربط بين المغرب وكندا. وفيما بعد، انطلق في تجربة جديدة تحت اسم “جيراندو فاشون”.
مع ذلك، فإن سيرته الذاتية على” LinkedIn” لا تخلو من الغموض؛ إذ يزعم الحصول على ماجستير إدارة أعمال غير موثق من جامعة نيويورك، ويقدّم نفسه كنائب الرئيس والمدير المساعد لتطوير الأعمال في شركة ” GOPS7 Aeronautics”، وهي شركة متخصصة في تسويق الروبوتات المنزلية. كما يدّعي أنه مراقب دولي في منظمة ”هيومن رايتس ووتش” منذ سنة 2015.
طموحات سياسية
في ماي 2024، بحسب الصحيفة دائما، أظهر جيراندو دون سابق إنذار لطموحات سياسية كأمين عام لحركة “مغرب الغد”. وفق إدعائه، تهدف الحركة إلى “تمكين الحوار بين القارات الخمس” و”إعطاء صوت للمغتربين المغاربة؛ إلا أنه ظهر برفقة شخصيات مثيرة للجدل، مثل مصطفى عزيز، رئيس مجموعة ”ساترامارين” السابق والمتورط في قضية درابور الشهيرة، ومحمد معتزكي، يوتيوبر آخر أدين في جريمة اتجار بالكوكايين في أكتوبر 2024.
في مقابلة نُشرت بتاريخ 12 مارس بصحيفة “إل إنديبندينتي” الإسبانية، قارن جيراندو نفسه بالصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، مدعيا أنه غادر كندا لدواعٍ أمنية.