الدار البيضاء-أسماء خيندوف
عين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 7 مارس 2025 ديوك بوكان الثالث سفيرا للولايات المتحدة لدى المملكة المغربية. وذكر ترامب في منشور له على شبكة “تروث سوشال” أنه سعيد بهذا التعيين، مشيرا إلى أن بوكين سيلعب دورًا محوريًا في تعزيز السلام والحرية والازدهار بين البلدين.
وفي هذا السياق، أفادت مجلة جون أفريك الفرنسية أن تعيين ديوك بوكان الثالث في هذا المنصب يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية التي اتبعها الرئيس ترامب خلال ولايته الأولى. وتم اختيار بوكان ليس بناء على خبراته الدبلوماسية، بل على قدرته في إدارة الصفقات، جمع الأموال، وفتح الأبواب، وهي ملامح تميز دبلوماسيته التي تعتمد على النجاح في عالم الأعمال كشرط أساسي للنجاح في السياسة الخارجية.
وأضافت الصحيفة أن بوكان ليس غريبا عن المنطقة، حيث عمل سفيرًا في إسبانيا وأندورا بين عامي 2017 و2021، وهي تجربة سمحت له بالتعرف على الديناميكيات الإقليمية. كما أشارت إلى إتقانه اللغة الإسبانية، ما يمنحه ميزة في فهم القضايا المغاربية والمغربية تحديدًا.
دبلوماسية الأعمال: نهج ترامب الجديد
شددت المجلة على أن النهج الذي سيتبعه بوكان يختلف تماما عن ذلك الذي سلكه سلفه، السفير السابق بونيه تالوار، الذي عينته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وكان تالوار يشدد على دبلوماسية مؤسساتية حذرة، تعتمد على الاستقرار الإقليمي وحقوق الإنسان والتعاون الأمني.
في المقابل، يعتزم بوكان توجيه العلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب نحو مزيد من الاستثمار الاقتصادي، وتعزيز التعاون في المشاريع التجارية، وهو ما يتماشى مع شعار “الأعمال أولاً” الذي تروج له الدبلوماسية الترامبية.
وفي هذا الصدد، كشفت الصحيفة على أن من أهم أولويات بوكان ستكون جذب الشركات الأمريكية الكبرى للمغرب، وتسريع المشاريع الاستثمارية، مع التركيز على تعزيز الشراكات الاقتصادية التي تضمن عوائد على الاستثمار.
دور الولايات المتحدة في الأقاليم الجنوبية للمملكة
أوردت الصحيفة أن تعيين بوكان يتزامن مع تعزيز الاستثمارات الأمريكية في المناطق الجنوبية المغربية، خاصة في ضوء الاتفاقات الإبراهيمية التي أعادت تشكيل التحالفات الإقليمية. ومن المتوقع أن يكون ملف القنصلية الأمريكية في مدينة الداخلة أحد الملفات المهمة خلال فترة عمله.
وكان تم الإعلان عن فتح القنصلية في إطار أول ولاية لترامب، لكن المشروع ظل معلقًا حتى اليوم. ويرى البعض في هذه القنصلية أداة لتحسين النفوذ الأمريكي في المنطقة، خصوصًا مع الاستثمارات التي تستهدف قطاعات الموانئ والطاقة والسياحة في الصحراء المغربية.
وأوضحت “جون أفريك” أن تعيين بوكان يأتي بمثابة دعوة للمغرب لتبني دبلوماسية تعتمد على المشاريع الاقتصادية الملموسة والنمو المستدام، بعيدًا عن التركيز على التعاون المؤسساتي. وسيركز ديوك بوكان على بناء شراكات تجارية واستثمارية قوية، ما يتطلب من المغرب التكيف مع هذه المتغيرات والتفاعل بسرعة مع هذه المتطلبات الاقتصادية.
وخلصت المجلة إلى أن المغرب، إذا أراد الحفاظ على علاقات استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، سيكون بحاجة إلى استثمار علاقاته الاقتصادية مع واشنطن، والعمل بمرونة وسرعة لتلبية احتياجات القطاع الخاص الأمريكي في ظل وجود دبلوماسية تجارية تتمحور حول المصالح المشتركة.