24 ساعة-متابعة
أثارت واقعة قيام سائح أجنبي بالتبول على جدار قريب من الملحقة الإدارية لجامع الفنا وسط مدينة مراكش، موجة استياء واسعة بين المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً وأن الحادثة وقعت في أحد أكثر المواقع شهرة ورمزية في المدينة الحمراء. المصنفة كأول وجهة سياحية بالمملكة.
الحادث، الذي وثقته صور تم تداولها على نطاق واسع، أعاد النقاش حول معضلة غياب المراحيض العمومية في المدينة، رغم أنها تستقبل ملايين السياح سنويًا. وتساءل متابعون وفاعلون محليون عن السبب وراء اختفاء العديد من هذه المرافق التي كانت قد أحدثت قبيل قمة المناخ “كوب 22” سنة 2016، والتي كانت حينها جزءاً من جهود تجويد الفضاءات العمومية وتعزيز جاذبية المدينة.
في ظل هذا النقص، يجد السياح والمواطنون صعوبة حقيقية في قضاء حاجاتهم البيولوجية في ظروف تحفظ الكرامة والنظافة العامة. وهو أمر يسيء لصورة المدينة ويخلف انطباعاً سلبياً لدى الزائرين. خصوصاً في الفضاءات المفتوحة والأسواق الشعبية التي تعرف توافدًا كثيفًا.
الواقعة أثارت أيضًا أسئلة مشروعة حول مدى جاهزية البنية التحتية لمدينة تستعد لاحتضان تظاهرات دولية. وسط غياب رؤية واضحة ومستدامة لتدبير هذا النوع من الخدمات العمومية التي لا تقل أهمية عن الفنادق والنقل وفضاءات الترفيه.
وتطالب فعاليات محلية بإعادة النظر في سياسات تدبير الفضاء العام بمراكش. والاهتمام أكثر بالبنيات التحتية ذات الطابع الإنساني والخدمي البسيط. بدءاً من المراحيض العمومية، التي تعتبر من أساسيات المدن السياحية الكبرى في العالم.