24 ساعة-أسية الداودي
قدّم عبد العلي حامي الدين، القيادي بحزب العدالة والتنمية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، تشخيصاً مفصَّلاً لما وصفه بـ“نكسة” الحزب في انتخابات 8 شتنبر 2021. وفي سلسلة مقالات يهيئ بها لرؤية ما قبل المؤتمر الوطني المقبل، حمّل حامي الدين عدداً من العوامل مسؤولية التراجع التاريخي.
أبرزها قرارات حكومية رآها مناقضة لمرجعية الحزب—كإقرار القانون الإطار للغات، وتقنين القنب الهندي، ثم توقيع الاتفاق الثلاثي الذي أطلق موجة تطبيع مع إسرائيل وأغضب قواعد الحزب وحركة التوحيد والإصلاح. الحركة نفسها امتنعت للمرة الأولى عن الدعوة لدعم مرشحي الحزب، ما أفقد الحملة زخماً شعبياً حاسماً.
إلى ذلك، اتهم المتحدث قيادة الحزب بالتراخي في مواجهة “تعسفات” السلطة خلال الحملة، ما ولّد إحباطاً لدى القواعد وأدى إلى تراجع الترشيحات بأكثر من 8750 مقعداً في الدوائر الفردية. كما وصف موقف الحكومة من التعديلات الانتخابية بـ“الباهت”، لعدم تفعيل الفصل 103 من الدستور أو الطعن فيها أمام المحكمة الدستورية.
حامي الدين أشار أيضاً إلى الخلافات القيادية التي تفجّرت على مواقع التواصل الاجتماعي، واضعاً إياها في صميم فقدان الحزب لصورته المنظَّمة. وخلص إلى أن غياب شعار سياسي قوي، وضعف التعبئة الميدانية والرقمية، وفشل تغطية مكاتب التصويت، كلها عوامل تضافرت لتطيح بـ“البيجيدي” إلى أدنى حصيلة انتخابية في تاريخه السياسي.