24 ساعة-عبد الرحيم زياد
أثار قرار المشرف على صفحة رئاسة الجمهورية الجزائرية بحذف بيان رسمي يتعلق بمكالمة هاتفية جمعت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. موجة من الجدل والتساؤلات بين النشطاء والمتابعين. فقد تم نشر البيان في البداية ليعلن عن الاتصال الذي جرى مساء اليوم. قبل أن يتم حذفه بعد فترة وجيزة، مما فتح الباب أمام التكهنات حول الأسباب الكامنة وراء هذا القرار المفاجئ.
البيان الذي تم حذفه كان يشير إلى أن الرئيس تبون تلقى اتصالاً من الرئيس ماكرون، دون أن يكشف تفاصيل دقيقة عن مضمون المحادثة. لكن اختفاء البيان سريعاً من الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية دفع الكثيرين إلى التساؤل: هل كان هناك خطأ في النشر؟ أم أن القرار جاء نتيجة تعليمات عليا لتجنب إثارة ردود فعل معينة في الشارع الجزائري؟ أم أنه يعكس حالة من الارتباك في التعامل مع العلاقات المتوترة أحياناً بين الجزائر وفرنسا؟
المشرف على صفحة رئاسة الجمهورية الجزائرية يحذف البيان الذي تم نشره منذ قليل حول المكالمة التي جمعت ماكرون بتبون
لكن هذا نص البيان الذي قاموا بحذفه هههه:#بيان
تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مساء هذا اليوم اتصالا هاتفيا من نظيره فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس… pic.twitter.com/hlsgnAh6XL
— وليد كبير Oualid KEBIR 🇩🇿 (@oualido) March 31, 2025
العلاقات بين البلدين شهدت تقلبات ملحوظة في السنوات الأخيرة، بين محاولات للتقارب الدبلوماسي وفترات من التوتر بسبب قضايا الذاكرة التاريخية أو الخلافات السياسية. وفي هذا السياق. يرى البعض أن حذف البيان قد يكون محاولة لتفادي تأويلات قد تزيد من حساسية الرأي العام الجزائري تجاه أي تواصل مع باريس. خاصة إذا ما تضمنت المكالمة نقاشات حول مواضيع شائكة. من جهة أخرى، يعتبر آخرون أن الأمر قد يكون مجرد خطأ إداري أو قرار تقني لا يحمل دلالات سياسية عميقة.
مهما كانت الأسباب، فإن هذا الحدث لم يمر دون أن يترك أثراً على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث سارع النشطاء إلى التعليق بسخرية أو استنكار، مع تساؤلات حول مدى الشفافية في التواصل الرسمي. بعضهم دعا إلى الدعاء للمشرف على الصفحة، مازحين بأنه قد يكون في موقف محرج الآن. بينما رأى آخرون في الحادثة دليلاً على الحساسية الكبيرة التي تحيط بالعلاقات الجزائرية-الفرنسية.
في النهاية، يبقى حذف البيان لغزاً لم يتم الكشف عن تفاصيله بعد. لكنه يسلط الضوء على أهمية الدقة والوضوح في الإعلانات الرسمية. خصوصاً في ظل مناخ سياسي معقد يتطلب من السلطات توازناً دقيقاً بين الدبلوماسية ومشاعر الشعب. وربما يكون هذا الحدث درساً للمستقبل، بضرورة مراجعة الرسائل قبل نشرها. لتجنب مثل هذه المواقف التي تثير الجدل أكثر مما توضح الحقائق.