محمد العبدلاوي – قلعة السراغنة
أصدرت الكتابة الإقليمية لحزب الطليعة بقلعة السراغنة، بلاغا بعد عقدها لإجتماعها العادي، حول الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية والسياسية في ارتباط مع تطور الوضعية الوبائية الناتجة عن جائحة كورونا، وما ترتب عنها من تداعيات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي ، وكذلك الإجراءات والتدابير المتخذة لمواجهة انتشار الفيروس، والتي اتسمت بالارتجال والعشوائية والانفراد في اتخاذ القرارات، حسب نص البلاغ الذي توصلت جريدة “24ساعة” الالكترونية بنسخة منه.
حيث نبهت في ذات البلاغ إلى الوضع المتأزم والمأساوي الذي وصلت إليه المنظومة الصحية في ظل وضعية الوباء حيث أن الدولة لم تستفد من درس كورونا بإعطاء الأهمية اللازمة للصحة العمومية كحق لجميع المواطنين والمواطنات. ويتجلى ذلك في تقليص ميزانية الصحة بقانون المالية 2020/2021 ، وسوء تدبير موارد صندوق كورونا الذي لم يستفد منه قطاع الصحة بقدر ما اغتنت منه اللوبيات الاقتصادية.
وأشارت إلى تحميل مسؤولية تفشي الفيروس بالاقليم الى الحكومة ووزارة الصحة والمجالس المنتخبة التي تقاعست عن إنقاذ المنظومة الصحية بالإقليم من خلال حرمانها من كل المقومات الضرورية لمواجهة أعداد الإصابات التي عرفت منحى تصاعدي خطير، كما أن التقصير والاستهتار بحياة المواطنين وخاصة التأخير في إعلان نتائج التحاليل والتقاعس في تتبع وحصر المخالطين إضافة إلى إعتماد بروتوكول العلاج المنزلي و الوضعية المأساوية لقسم الإنعاش الذي يفتقر إلى التجهيزات الضرورية والاسرة الكافية والنقص الملحوظ في الأطر الطبية وشبه الطبية ساهمت في إرتفاع عدد الوفيات والحالات الحرجة.
وتستنكر التقصير في تنفيذ مقرر المجلس الإقليمي القاضي بتجهيز قسم الإنعاش لكوفيد 19 ويحمل المسؤولية في ذلك الى رئيس المجلس الإقليمي وعامل الإقليم الشيء الذي اعتبره رفاق بن عمرو في بلاغهم وجها من أوجه سوء تدبير شؤون وقضايا الساكنة من طرف المجلس الإقليمي وأحد تجليات الفقر والعجز السياسيين لمكوناته. وتدعو في نفس الوقت إلى الاستجابة الفورية لمطلب تزويد المستشفى الإقليمي بجهاز الكشف عن فيروس كورونا المستجد.
كما تطرق أعضاء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بقلعة السراغنة في إجتماعهم لوضعية التعليم التي أصبحت تثير استياء الجميع من آباء وتلاميذ وآطر تربوية وإدارية وكل مكونات المجتمع على اعتبار أن ما عرفه الدخول المدرسي الحالي من ارتباك وارتجال في إصدار القرارات التدبيرية التي تبين بالملموس الانحياز المفضوح الى جانب التعليم الخصوصي والاجهاز الممنهج على المدرسة العمومية التي وصلت الى الحضيض بشهادة الجميع، حيث أن المدرسة العمومية ليست جاهزة لأية صيغة من الصيغ التي تطرحها الحكومة، حيث قالوا في نفس البلاغ أن شروط السلامة في التعليم الحضوري غير متوفرة لمكونات الجسم التربوي ، فباستثناء بعض المجهودات التي تقوم بها جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ، فإن الوزارة والمجالس الجماعية والسلطات غائبة، أما بخصوص التعليم عن بعد فهو غير ممكن لأن الوسائل الضرورية من هواتف ذكية او حواسيب والربط بشبكة الانترنيت والصبيب غير متوفرة لا بالنسبة للاساتذة ولا بالنسبة للتلاميذ، وأضاف ذات البلاغ أن ما يتخذ من إجراءات وقرارات هي عمليات مقصودة والغرض منها هو دفع ما تبقى من الآباء إلى الإلتحاق بالتعليم الخصوصي.
وفي السياق ذاته دعا رفاق صافي الدين بالكتابة الإقليمية، الحكومة الى إتخاذ تدابير استعجالية لإنعاش اقتصاد المقاولات الصغرى ودعم الفئات الفقيرة والمعوزة ماديا لمساعدتها على تجاوز الظروف الإجتماعية الصعبة التي زادت جائحة كورونا من حدتها، وإلى مراجعة مواقيت إغلاق المنشآت الاقتصادية ومحلات الحرفيين والورشات والمقاهي وغيرهم ممن تضرروا بشكل كبير، كما دعو إلى إحترام حرية التضاهر والاحتجاج وفتح حوار مع المتضررين من أجل بلورة قرارات ملائمة تراعي مصالح المحتجين وكذلك ظرفية الوباء التي تمر منها بلادنا.
كما دعت الكتابة الإقليمية للحزب إلى تبني برنامج إنقاذ استعجالي موجه إلى العالم القروي يتعلق بالتزود بالماء الصالح للشرب ومعالجة آثار الجفاف على مختلف الانشطة الفلاحية، وفتح أسواق الزيتون والاشراف على تنظيمها بما يضمن تسويق منتوج الزيتون وتفادي إنتشار الفيروس، وتدعو الى الاستجابة لنداء الفلاحين بالاقليم بالتعجيل باطلاق الدورة القوية لإنقاذ غلة الزيتون خاصة وأن موسم الجني على الأبواب.
وتستنكر سياسة اللامبالاة التي ينهجها المجلس البلدي والسلطات الإقليمية اتجاه الآثار البيئية الخطيرة التي يسببها المطرح البلدي العشوائي، ويدعو السلطات الوصية على الشان البيئي الى فتح تحقيق حول الاختلالات المتعلقة بمراقبة وتدبير المطارح العشوائية بالإقليم.