24 ساعة-عبد الرحيم زياد
في سمر رمضاني بمدينة سلا، استضاف “منتدى كفاءات إقليم تاونات” المفكر والأكاديمي حسن أوريد، الذي ألقى محاضرة بعنوان “التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على المغرب”، حيث قدم رؤية تحليلية معمقة للتطورات العالمية وانعكاساتها على المنطقة والمغرب.
عالم متغير بقوة السلاح
أكد أوريد أن العالم يشهد تحولات جذرية، وأن النظام الدولي القائم على المعاهدات والالتزامات يتلاشى تدريجياً، ليحل محله منطق القوة. وأشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية وحرب غزة الأخيرة، تمثلان مؤشرات واضحة على هذا التحول، حيث يتم اللجوء إلى القوة العسكرية دون مراعاة للقانون الدولي.
صعود قوى جديدة وتحديات أمام المغرب
تطرق أوريد إلى صعود قوى جديدة على الساحة الدولية، وعلى رأسها الصين، التي وصفها بأنها “تحدٍ وجودي” للولايات المتحدة. كما حذر من عودة “ترامبية جديدة” إلى البيت الأبيض، وما قد يصاحبها من سياسات انعزالية وتجاوزات للأعراف الدولية.
وفي هذا السياق، أكد أوريد على أهمية الخيار الأطلسي الذي تبناه المغرب، مشيراً إلى أنه يمثل خياراً استراتيجياً يمكن للمغرب أن يستثمر فيه. كما شدد على ضرورة الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا والصين، بالإضافة إلى تعزيز الحضور المغربي في الساحة العربية، خاصة مع دول الخليج.
تحديات إقليمية
لم يغفل أوريد التحديات الإقليمية التي تواجه المغرب، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. وأشار إلى أن التطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة حرب غزة، قد أثرت سلباً على الجزائر، التي اضطرت إلى إعادة تقييم سياستها الخارجية والتقرب من الولايات المتحدة.
دعوة إلى قراءة جديدة للعالم
في ختام محاضرته، دعا أوريد إلى ضرورة اعتماد “مفاتيح جديدة” لفهم العالم المتغير. مشيراً إلى أن الجيوسياسية والجيو-بوليتيك. تختلف عن الجيو-استراتيجية، وأن فهم هذه الاختلافات ضروري لتحليل الأحداث الدولية بشكل صحيح.
وقد شهدت المحاضرة تفاعلاً كبيراً من الحضور، الذين طرحوا العديد من الأسئلة والمداخلات. مما يعكس الاهتمام المتزايد لدى النخب المغربية. بالتطورات الجيوسياسية وتأثيرها على مستقبل البلاد.
يمكن القول إن محاضرة حسن أوريد شكلت قراءة تحليلية ثاقبة للتغيرات الجيوسياسية. التي يشهدها العالم، وقدمت رؤية استشرافية للتحديات والفرص التي تواجه المغرب في هذا السياق.