حاوره: أسامة بلفقير
اجرت “ساعة 24” حوار مع المحلل السياسي حسن السوسي، حول تداعيات الازمة التي تعرفها المنطقة العازلة الكركرات، بعدما رفض البوليساريو الامثتال للشرعية الدولية،والتلويح بالحرب في الوقت الذي فشلت المساعي الدولية من طرف المينورسو والتي تزامنت مع استقالة المبعوث الاممي كريستوف الروس الذي فشل في احراز اي تقدم في الملف.
اليكم تفاصيل الحوار:
كيف تقرأ تطورات الوضع في المنطقة الكركرات على ضوء رسالة العاهل المغربي محمد السادس،وبلاغ الأمين العام في الأمم المتحدة الذي دعا إلى تهدئة النفوس ؟
المغرب قام بما هو ضروري من خلال الانسحاب الاحادي الجانب نزعا لفتيل التوتر في المنطقة واستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة كبادرة حسن نية تجاه كيفية تعامل المغرب مع الأمين العام الجديد للأمم المتحدة وكتعبير عن ان المغرب ليس داعية حرب على خلاف ما هو عليه موقف الجبهة الانفصالية التي تأتمر بأوامر القيادات العسكرية الجزائرية.
وبهذا كشف المغرب سياسة التصعيد لخصوم وحدته الترابية من جهة وعزز صورته في افريقيا والعالم باعتباره داعية سلام وحل المشاكل على قاعدة احترام الشرعية الدولية دون التنازل عن الحقوق السيادية غير القابلة لأي شكل من اشكال التلاعب او الاستهانة بها.
المغرب بقي وفيا للموقف الذي عبر عنها الملك محمد السادس في مكالمته الهاتفية مع الأمين العام التي وقعت النقط على حروف الأزمة قبل اتخاذ قرار الانسحاب من جانب واحد مما أربك أعداء المغرب كما يمكن لمس ذلك من ردود فعلهم المتناقضة تجاه الموقف المغربي وتجاه دعوة الأمين العام في آن معا
جبهة البوليساريو امتنعت عن تنفيد قرار التراجع عن الجدار الغازل قندهار بعد تصعيدها؛ طيلة 5 أيام الماضية وقامت بتوقيف عدد من الشاحنات التي تحمل الترقيم المغربي في طريقها إلى موريتانيا، كيف تقرأ هذا القرار ؟
هذا دليل على انها أدركت وان بشكل متأخر طبيعة السلوك المغربي الذي فاجأها وهي التي اعتقدت ان الرباط ستلجأ الى استخدام القوة العسكرية في تعامله مع استفزازات عصابات البوليساريو المسلحة.
لقد تم حرمان مشغليها من اي مبرر للإمعان في تصعيد التوتر وان لم يلغ نزوعها الى افتعال كل الأزمات الممكنة حتى تظل حاضرة في المشهد بعد ما تعرضت له من تهميش في الاتحاد الأفريقي بعد حضور المغرب القوي في هذه المؤسسة القارية الهامة.
لنتحدث عن تداعيات القرار بعدما رحبت بيه باريس ومدريد بقرار انسحاب المملكة من منطقة الكركرات؟
يبدو ان الهدف من الانسحاب هو تمكين المجتمع الأفريقي والدولي من التمييز بين موقف المغرب المتشبث بقرارات الشرعية الدولية والوفي بالتزاماته بخصوص النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء الذي ترعى الامم المتحدة مساعي البحث له عن الحلول الناجعة وبين موقف الجبهة الانفصالية باعتبارها الناطق الرسمي الثاني باسم القيادة السياسية الجزائرية الراغبة في توتير الأوضاع في المنطقة لحرف الأنظار عن ازماتها السياسية والاستراتيجية الكبرى التي يبدو انها لم تعرف بعد كيف يمكن تفادي مفاعيلها المدمرة معتقدة ان اعادة خلط الأوراق في المنطقة قد يوفر فرصة ملائمة للتستر ما أمكن عن ازماتها المتناسلة
زار وفد من الكونغريس الأمريكي جبهة البوليساريو في ظل التوتر الذي تعرفه المنطقة كيف تقرأ الموقف الأمريكي من الوضع ؟
الموقف الامريكي الرسمي هو العمل على إيجاد حل سياسي متفاوض عليه وفِي هذا السياق تم تثمين مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب أساسا للحوار. غير ان هناك لوبي جزائري قوي في عدد من مؤسسات القرار في الولايات المتحدة بما لي ذلك مؤسسة الخارجية ومجلس الامن القومي ومجلس الامن الدولي في عهد باراك اوباما وهنا لا يمكن نسيان ان المبعوث الخاص للأمم المتحدة المستقيل كرستوفر روس كان منحازا تماما للأطروحة الجزائرية الامر الذي ميز علاقاته بالمغرب بالتوتر المستمر. وفِي كل الأحوال فان المغرب لا يطالب الولايات المتحدة او غيرها من الدول العظمى بالانحياز الى موقفه بل يطالبها أساسا بالانتصار لميثاق الامم المتحدة وعدم المساهمة في تزوير الوقائع كما حاول ذلك الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون بايعاز من دوائر ما في الادارة الامريكية السابقة.
والمستقبل القريب هو الكفيل بالتعرف على طبيعة موقف إدارة دونالد ترامب من قضية وحدتنا الترابية
لنتحدث عن مستقبل المنطقة في حالة نشوب حرب في المنطقة من ترى انه مستفيد أكثر؟
ليس هناك اي شيء يدل على ان حربا ما ستقع لانها تعني حربا بين دول هذه المرة وليس بين المغرب وعصابات البوليساريو. ولست اعتقد ان القيادة الجزائرية لا تدرك هذا الواقع تمام الإدراك . وهذا يعني ان التلويح بالعدوان هو للابتزاز السياسي لا غير. وقد ادرك المغرب هذا البعد في تحرك الخصوم لذلك قرر كشف طبيعة الاستفزازات التي تعرض لها ووضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته كاملة في هذا المجال.