24ساعة-متابعة
قالت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، للجهات المختصة بدعم المنتوج الوطني من العسل وحمايته، من خلال تعديل المادة 10 من المرسوم رقم 2.17.463 الصادر بتاريخ 14/11/2017، والتي تسمح بخلط العسل المغربي بالعسل المستورد.
وتابعت النقابة في بلاغ توصلت جريدة “24 ساعة” بنُسخة منه، “ما قام به المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” من إجراءات في هذا الخصوص ونشيد بمجهوداته، أما بخصوص موضوع حشرة اليعسوب “La libellule” الذي اجتاحت أسراب كثيرة منها مناطق بجهة سوس ماسة، وأجزاء أخرى من مناطق بجهة كلميم واد نون، بشكل لم يسبق لأهالي المنطقة أن شاهدوا مثله من قبل، فقد توصلت نقابتنا بإخبار في الموضوع من التنسيقية الجهوية للنقابة بجهة سوس ماسة، ومراسلة من الفيدرالية الجهوية لسلسلة تربية النحل بالجهة، و بمكالمات من عدد من النحالين المهنيين بإقليم شتوكة آيت باها، وتارودانت، وتزنيت، أكدت كلها أن هذه الحشرة تتغذى على النحل السارح “les butineuses” وتفترسه، وهو حتما ما سيكبد النحالين خسائر مادية جسيمة، خاصة ونحن في بداية موسم التطريد الذي يعتبر أهم موسم في السنة يعتمد عليه كل نحال في تكثير خلايا نحله.
وأفادت النقابة، “وقد لوحظ بعدة مناحل تراجع بشكل كبير في طوائف النحل الموجودة بالمناطق التي اجتاحتها أسراب هذه الحشرة، (وحصلنا على ما يوثق ذلك من صور والعديد من الفيديوهات تظهر افتراس هذه الحشرة للنحل)، ما دفع النحالين إلى تنقيل نحلهم، وبالتالي حرمانهم من الاستفادة من الغطاء النباتي الذي تزخر به المناطق التي تعرضت لهذا الاجتياح خلال هذه الفترة، خاصة أشجار الحوامض.”
و شددت النقابة، أن اليعسوب هو حشرة تندرج ضمن الحشرات المفترسة التي تتغذى على الحشرات الأقل منها حجما، منها النحل والدبابير، كما تشكل هي نفسها في مراحل نموها الأولى داخل الأنهار والسدود والمستنقعات غذاء للضفادع والأسماك، وبعد اكتمال نموها وطيرانها تصبح كذلك غذاء للطيور والحشرات المفترسة، وذلك في توازن إيكولوجي عجيب، ولا تلحق أي ضرر بالفلاحة والإنسان والحيوان،
و أشارت، إلى أن ظهور هذه الحشرة على شكل أسراب، وبهذه الكثافة، في هذه الفترة، يعد ظاهرة تستدعي فتح بحث والقيام بتحقيق علمي لدراسة هذه الحالة، وما إن كانت ناتجة عن خلل في التوازن البيئي المذكور، خاصة أن هذه الحشرة لا تعيش إلا في الأماكن الرطبة المحاذية لضفاف الأنهار والمستنقعات والسدود والبرك المائية وكذا الأحواض المائية بالضيعات الفلاحية، حيث تضع بيضها وتكمل دورة حياتها.
و نوهت النقابة، بكل النحالين الذين بذلوا ما في وسعهم لتغطية احتياجات السوق الوطنية من العسل المحلي الجيد، خلال هذا شهر رمضان المعظم الذي يعرف إقبالا كبيرا على هذه المادة الحيوية التي تحرص كل مائدة مغربية على أن يكون عسل النحل أحد أهم مكوناتها، وهو ما سيشكل كذلك مساهمة نوعية في الحفاظ على جانب هام من جوانب تراثنا اللامادي.