عبد الرحيم زياد ـ 24 ساعة
واصلت المملكة المغربية، خلال سنة 2020، بذات العزم والإصرار العمل على تنمية الأقاليم الجنوبية، وجعلها نموذجا ليس فقط بين جهات المملكة الأخرى ولكن بالنسبة لكافة مناطق الساحل والصحراء، وهذا ما يوضح بجلاء العناية التي يوليها الملك محمد السادس نصره الله، لهذا الربع العزيز من الوطن، وهي العناية التي مكنت هذه الأقاليم من بلوغ مستويات من التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، صارت معها هذه الأقاليم قاطرة للتنمية ، ومحورا اقتصاديا وتجاريا هاما، يصل إشعاعه إلى القارة الأوربية شمالا، ودول إفريقيا الغربية جنوبا.
في خطابه الموجه للشعب المغربي، يوم 7 نونبر 2020، بمناسبة الذكرى 45 لعيد المسيرة الخضراء، أبرز جلالة الملك محمد السادس “إن التزامنا بترسيخ مغربية الصحراء، على الصعيد الدولي، لا يعادله إلا عملنا المتواصل، على جعلها قاطرة للتنمية، على المستوى الإقليمي والقاري”.
وموازاة مع التدبير السياسي المحنك الذي يدير به المغرب ملف وحدته الترابية، والذي أفضى إلى إغلاق ملف منطقة الكركرات الى الأبد، وتأمين المعبر والمنطقة بما في ذلك الواجهة الأطلسية إلى حدود لكويرة، تعرف الأقاليم الجنوبية المغربية حركية دبلوماسية كبيرة بعد اقتناع عدد من الدول العربية والأفريقية افتتاح قنصليات بالعيون والداخلة، وهذا التوجه يدعم ، حسب خبراء في الاقتصاد السياسي، التنمية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية ، باعتبارها ثمرة للسياسات والرؤية بعيدة المدى التي وضعت المغرب على سكة الدول التي توازن الإصلاحات بالتنمية.
مسار تنموي واعد وطموح، رسمه الملك محمد السادس نصره الله، منذ سنة 2014 حينما أعلن بمدينة العيون حاضرة الصحراء المغربية، عن انطلاق سلسلة من المشاريع التنموية الناهضة ، في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو مشروع تنموي اقتصادي كبير، عرف خحلال هذه السنة نسب انجاز كبيرة على أرض الواقع، وهكذا فقد حقق مشروع الطريق السريع بين مدن تزنيت والعيون والداخلة، نسبا مهمة في الإنجاز وصلت الى 80 في المئة، وانطلاقة مشاريع الطاقات الريحية والشمسية بكل من بوجدور والعيون وطرفاية، ومشروع ميناء الصيد بالعيون، ومشاريع معامل الأسمنت، والمشروع الفلاحي الواعد بمنطقة اجريفية ببوجدور، و مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، ناهيك عن تحديد وترسيم تقنين خطوط وحدود الملاحة البحرية على طول 2500 كيلومترا من الواجهة الأطلسية.
كلها مشاريع كبرى وعملاقة وغيرها، بدأت ثمار بعضها تعطي أكلها للمنطقة تحديدا، وللوطن عموما، وبعضها الآخر في الطريق، وستساهم جميعها، لا محالة، في خلق أنشطة اقتصادية وتجارية وفلاحية وصناعية وسياحية بالأقاليم الجنوبية.، تماشيا مع الرؤية التنموية للأقاليم الجنوبية، والتي يسهر الملك محمد السادس على تنزيلها وتسريع وتيرتها، والتي ستساهم لا محالة في جعل المنطقة قطبا اقتصاديا وشريانا قاريا يربط بين إفريقيا بأرويا.