في ليلة مرعبة عاشت على أوتارها، ساكنة مراكش والنواحي، حين اهتزت الأرض من تحتهم على إثر الزلزال لم تسلم مباني مراكش الصامدة منذ آلاف السنين، من حجم الدمار الذي حل بالمكان.
مسجد تينمل
فوسط جبال الأطلس الكبير، تحول المسجد الأعظم المعروف ب”تينمل” المصنف في التراث العالمي؛ والذي يعود تاريخه إلى حكم الدولة الموحّدية أي إبان القرن الثاني عشر، إلى أجزاء متالشية من الركام.
يقع المسجد، بقرية أمازيغية في إقليم الحوز المحاذية لمدينة مراكش، وقد شيده الخليفة عبد المومن بن علي
الموحدي في عام 1153 ميلادية.
ووفق اليونيسكو، فقد تم بناء المسجد وفقا للتراث الأندلسي المغاربي، كما تم تشييده تخليدا لذكرى مؤسس سلالة الموحدين، ابن تومرت.
وكان ابن تومرت من قبائل مصمودة الأمازيغية التي كانت تقطن بوسط جبال الأطلس الكبير.
بدأ الموحدون وفق نص للمؤرخ والباحث المغربي، عبد الواحد أكمير، في إنشاء إمبراطوريتهم الضخمة في الغرب الإسلامي في القرن الثاني عشر الميلادي، واستمرت تلك الإمبراطورية في الامتداد من إسبانيا إلى الحدود المصرية الليبية.
ويشير النص، إلى أن سكان تينمل كانوا على اتصال مع المهدي بن تومرت، مؤسس الإمبراطورية، الذي قرر الاستقرار بينهم بسبب صعوبة الوصول إلى تينمل لِدوره كحاجز طبيعي ضد تهديدات الدولة المرابطية.
بعد استقرار ابن تومرت في تينمل وانضمام قبائل المنطقة إلى دعوته، أسس مجلسًا سياسيًا وإداريًا يُعرف باسم “أهل الخمسين”.
وحسب المصدر، فقد كان هذا المجلس يتألف من شيوخ قبائل الدولة الناشئة، ولعب دورًا كبيرًا في تعزيز التماسك في إمبراطورية الموحدين وتفادي انفصال بعض القبائل وإسقاط الدولة المرابطية.
وتعني كلمة تينمل بالأمازيغية المحج أو المزار، إذ كانت تعتبر مكانا مقدسا تلتئم فيه القبائل والأهالي، واختاره الموحدون لبسط سيطرتهم على الحكم ونشر الدعوة.