وكالات
سبقت السياسة المشاهير إلى السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الـ89، لا سيما مع تصريحات الرئيس “المثير للجدل” دونالد ترامب منذ وصوله لسدة الحكم إلى البيت الأبيض.
واتجهت أنظار العالم مساء الأحد، 26 فبراير وخصوصًا عشاق الفن السابع، إلى مدينة لوس آنجلس حيث يقع مسرح “دولبي” في الحي الأشهر في “هوليوود” من أجل متابعة الحدث السينمائي الأهم على مستوى العالم، وهو حفل توزيع جوائز أكاديمية الفنون وعلوم الصورة “أوسكار” في نسخته الـ89، وما تخلله من إطلاق مواقف سياسية لأهل الفن.
نسخة الـ”أوسكار” هذا العام، طغت عليها السياسة منذ بداية حفل الافتتاح، إذ أعلن المقدم جيمي كيميل، أن جعل أمريكا عظيمة يقتضي فتح نقاش بنّاء مع من يخالفك الرأي، وذلك في انتقاد ضمني للرئيس ترامب الذي يدعو لاستعادة عظمة أمريكا دون أن يكون معنيا بمناقشة أحد حول كيفية فعل ذلك.
وعلى الرغم من إعلان الفنان جاستن تيمبرليك أن الحفل سيخلو من السياسة، جاءت الوقائع مخالفة، فمن شبه المؤكد أن العديد من نجوم هوليوود سيستغلون صعودهم إلى أهم خشبة مسرح في العالم، ليعبروا عن آرائهم السياسية بعد مرور خمسة أسابيع على تنصيب الرئيس ترامب، وانقسام العالم بشأن قرارات الرئيس الجديد وسياساته.
ويذكر التاريخ أن حفل الأوسكار شهد العديد من المواقف التي عبر خلالها النجوم عن آرائهم السياسية المثيرة للجدل، مثل رفض الممثل مارلون براندو الحصول على جائزة أفضل ممثل بسبب موقف حكومة أمريكا من الهنود الحمر. ولم يكتف براندو برفض الجائزة التي كانت عن دوره في الجزء الأول من سلسلة The Godfather، بل طلب من الممثلة ساشين ليتلفيزر أن تحضر محله في الحفل. وأن تصعد، في حال فوزه، إلى المنصة لتنقل للجميع رسالته بأنه لا يرحب بالجائزة بسبب تعنت هوليوود تجاه الهنود الحمر، سكان أمريكا الأصليين، والتي تنتمي ساشين إليهم.
المقدم كيميل، حذّر الفنانين الذين سيوجهون سهام انتقاداتهم لترامب أثناء حفل الأوسكار من انتظار ردّه عليهم بعد الخامسة صباحا على موقع التواصل الاجتماعي”تويتر”، ساخرا من عادات ترامب اللجوء إلى تويتر في الصباح الباكر من أجل الرد أو التعليق على أهم القضايا المثارة.
الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا، لم يحضرا طبعا حفل الأوسكار حتى لا يسمعا ما لا يطيب لهما، وبرر السكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبيسر غياب الرئيس بانشغاله في لقاء مع حكّام الولايات مساء الأحد.
المخرج الإيراني أصغر فرهادي قرر مقاطعة، الحفل تنديدا بقرارات ترامب ضد المهاجرين رغم أن فيلمه البائع مرشح للأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، وهو ما دفع بمخرجين أجانب آخرين إلى مقاطعة الحفل تضامنا معه أيضا.
فرحة منقوصة سيعيشها المرشحون لجوائز أوسكارعن فئاتها الأربعة والعشرين وسط مسيرات مناهضة لفنانين أمريكيين وأجانب ضد ترمب فالفن بالنسبة لهم لغة واحدة يتحدثها العالم لا تمييز ولا عنصرية فيها.
وتقول جودي فوستر ممثلة أمريكية “عندما نحتفل بأفضل الأفلام الفائزة، لا يمكننا أن ننسى أنها تصنع من أجل إبراز القضايا الإنسانية، وإن تعاطفنا مع حقوق الإنسان وحقوقنا المدنية شيء يخص كل فرد فينا”.
ويتميز أوسكار هذا العام بمقاطعة وغضب واعتراض، ولكن أيضا مشاركة وترشح 6 أسماء تنحدر من أصول أفريقية وآسيوية، بعد انتقادات سابقة لمنظمي الأوسكار بتجاهل الأقليات.