إدريس العولة -وجدة
تعد قصة السيدة ” مايا” من أغرب الطرائف التي شهدتها الجزائر خلال العشرية الثانية من القرن 21، حيث استطاعت هذه المرأة أن تخدع النظام الجزائري لأزيد من 15 سنة، بعدما ادعت أنها إبنة الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، حيث تمكنت بفضل هذه الصفة أن تخترق كبار المسؤولين الجزائريين وتراكم ثروات مالية ضخمة تعد بملايين الدولارات، ولم ينكشف سرها إلا بعد 4 أشهر من إزاحة عبد العزيز بوتفليقة من سدة الحكم .
سيناريو الحادث
يعود سيناريو الحادث إلى سنة 2004، لما استطاعت السيدة ” مايا” الحصول على موعد للقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بقصر المورادية، مستغلة معرفة الرئيس بوالدها الذي كان قياديا بالثورة الجزائرية، وبعد خروجها مباشرة من اللقاء، اهتدت إلى فكرة ذكية مكنتها من اختراق كبار المسؤولين الجزائريين، حيث إدعت أنها إبنة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من امرأة سويسرية، وأن والدها المفترض لا يرغب في أن يعرف الرأي العام الجزائري هذه القصة.
استغلت السيدة ” مايا” هذه الصفة وتعرفت على العديد من الشخصيات الجزائرية الوازنة، الذين مهدوا الطريق أمامها قصد الإستفادة من عدة مشاريع بطرق غير قانونية، مكنتها من مراكمة ثروات مالية ضخمة تعد بملايير الدولارات واستمر الحال على حاله لأزيد من 15 سنة، إلى حين إزاحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من الحكم سنة 2019، جراء الضغط الشعبي.
انكشاف حقيقة الإبنة السرية
في الوقت الذي بدأ النظام الجزائري في تصفية الحسابات مع أقارب وأهل الرئيس المخلوع، اتضح له أنه أمام قضية نصب طريفة وغريبة جدا، لكون أن السيدة “مايا” ليست إبنة سرية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ولا تجمعه بها أية صلة قرابة سواء من بعيد أو قريب، وأن الأمر مجرد حيلة لجأت لها هذه السيدة من أجل الاغتناء الفاحش، كما اتضح للنظام الجزائري أن الأمر يتعلق بمواطنة جزائرية تدعى ” زليخة نشناش” ومكنت الأبحاث التي قامت بها مصالح الأمن الجزائري، أن الإبنة السرية المفترضة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تملك عدة أوعية عقارية بالجزائر وفي الخارج أيضا، تعد قيمتها بملايين الدولارات ليتم الحكم عليها ب 12 حبسا نافذا، ليسدل الستار على أغرب حكاية للنصب والاحتيال في تاريخ الجزائر.