24ساعة-عبد الرحيم زياد
رحلت عن عالم الدبلوماسية حليمة الورزازي، تاركة وراءها إرثا دبلوماسيا حافلا بالإنجازات وروحا وطنية صادقة خدمت المغرب بكل تفان وإخلاص. لم تكن الراحلة مجرد سفيرة أو ممثلة لبلادها في المحافل الدولية، بل كانت قامة نسائية مغربية شامخة، بصمت بذكائها وحنكتها مسيرة الدبلوماسية المغربية الحديثة.
وأعلن المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن وفاتها عن عمر يناهز 92 عاما، حيث كانت عضوا بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بين عامي 2007 و 2011.
نشأة في كنف الوطنية وبداية المسيرة المهنية
ولدت حليمة الورزازي في كنف أسرة وطنية عريقة، وتشربت منذ نعومة أظفارها قيم حب الوطن والغيرة عليه. تلقت تعليما متميزا مكنها من ولوج معترك الحياة العملية بكفاءة واقتدار. سرعان ما برزت قدراتها القيادية ومهاراتها التواصلية، مما فتح لها أبواب العمل الدبلوماسي الذي أخلصت له عقودا من عمرها.
مسيرة دبلوماسية حافلة بالإنجازات
تقلدت الراحلة مناصب دبلوماسية رفيعة، حيث مثلت المغرب في العديد من الدول والمنظمات الدولية. كانت صوتا قويا ومؤثرا يدافع عن مصالح بلادها وقضاياها العادلة بكل شجاعة ولباقة. عرفت بحضورها اللافت، وقدرتها على بناء جسور من الثقة والتفاهم مع مختلف الأطراف، مما أكسبها احترام وتقدير نظرائها من الدبلوماسيين حول العالم.
انا لله وانا اليه راجعون..
وفاة السيدة حليمة الورزازي.. من اول الدبلوماسيات المغربيات اللواتي دافعن عن مصالح #المغرب 🇲🇦 من على منصة الأمم المتحدة..
اشتغلت بسفارة المملكة المغربية في واشنطن منذ 1959 قبل أن تنتخب سنة 1973 خبيرة لجنة الأمم المتحدة ضد الفصل العنصري والتمييز العنصري.… pic.twitter.com/V38ab8sgvK
— For Western Sahara (@WesternSaharaQ) May 15, 2025
خصال فريدة في عالم الدبلوماسية
تميزت الدبلوماسية حليمة الورزازي بخصال فريدة جعلت منها شخصية استثنائية في عالم الدبلوماسية. كانت تتمتع بذكاء حاد وفطنة سياسية عميقة، مما مكنها من تحليل المواقف المعقدة وتقديم رؤى استراتيجية سديدة. كما عرفت بقدرتها الفائقة على الإقناع والتفاوض، وحرصها الدائم على تحقيق المصالح العليا للمغرب بأساليب دبلوماسية راقية.
مناصرة قضايا التنمية وحقوق الإنسان
لم تقتصر جهود الراحلة على الجانب السياسي والدبلوماسي فحسب، بل كانت أيضا مناصرة قوية لقضايا التنمية وحقوق الإنسان. آمنت إيمانا راسخا بأهمية التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، وسعت جاهدة لتعزيز صورة المغرب كشريك مسؤول وملتزم بالقيم الإنسانية العالمية.
رحيل قامة وطنية وإرث دبلوماسي خالد
رحيل حليمة الورزازي يمثل خسارة فادحة للدبلوماسية المغربية وللمغرب قاطبة. لقد فقدنا قامة وطنية تركت بصمات واضحة في تاريخ بلادنا الدبلوماسي. ستبقى ذكراها خالدة في قلوب كل من عرفها وتعامل معها، وسيظل إرثها الدبلوماسي نبراسا يضيء درب الأجيال القادمة من الدبلوماسيين المغاربة.
نموذج للمرأة المغربية المناضلة والمخلصة
رحيل الدبلوماسية والحقوقية المخضرمة حليمة الورزازي يذكرنا بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة المغربية في مختلف المجالات. وبقدرتها على تحقيق التميز والإسهام الفعال في بناء الوطن ورفعته. ستبقى حليمة الورزازي نموذجا للمرأة المغربية المناضلة والمخلصة، التي خدمت بلادها بكل فخر واعتزاز.
حليمة الورزازي ❤ pic.twitter.com/FEMtShGvZ8
— Hassan ⛥🇵🇸 (@Hassan_khalile) March 9, 2016