24 ساعة – متابعة
أكد الباحث في السياسات والنظم الصحية، الدكتور الطيب حمضي، أمس السبت، أن التلقيح واليقظة يعدان أفضل حليفين، اليوم وغدا، في مواجهة الارتفاع الطفيف لحالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 التي سجلها المغرب خلال الأيام الأخيرة.
وأوضح الخبير أن المغرب يشهد، خلال الأيام الأخيرة، ارتفاعا طفيفا في عدد حالات الإصابة بكوفيد-19، دون تأثير يذكر على الحالات الحرجة أو الوفيات، غير أن الأمر يسترعي انتباهنا لنقوم بالتدابير الضرورية لكسر سلسلة انتقال الفيروس وكبحها.
وأضاف “تجاوزنا عتبة المئتي إصابة يوميا، والـ3 بالمائة كمعدل للإيجابية. الأرقام من حيث الوضع الوبائي تظل متواضعة، غير أنها تشهد على بداية محتملة لارتفاع المؤشرات. مؤشرات الخطورة (الحالات الخطيرة والوفيات) تظل مطمئنة، ومعدل ملء أسرة الإنعاش يبلغ الـ0.3 بالمائة”.
واعتبر الخبير، أن هذا الارتفاع يعزى إلى أربعة أسباب كبرى على الأقل، يتعلق الأمر بالتراخي العام الذي يبديه المواطنون إزاء الإجراءات الحاجزية، فكل تخفيف يهم هذه الإجراءات يتم تلقيه بمثابة إيذان بنهاية الجائحة واختفاء الفيروس.
وفي سياق التنقلات التي أعقبت شهر رمضان الفضيل والتجمعات الأسرية، ساهم المتحور الفرعي “BA.2” الذي أصبح سائدا عوض المتحور “BA.1″، والذي يعد أكثر انتقالية، في تسريع الإصابات بعدوى كوفيد حيث انتشر في العالم. كما أن الإصابات مجددا بمتحور “BA2” تعد أكبر.
ويتعلق السبب الرابع بكون المناعة المكتسبة بواسطة الإصابات السابقة بالعدوى أو من خلال التلقيح، خاصة الذي لم يتم استكمال جرعاته، تتضاءل مع مرور الوقت. وإذا كانت هذه المناعة المكتسبة نتيجة الإصابة بالمرض أو بعد التلقيح تستمر وتعزز مناعة السكان في مواجهة الأشكال الأكثر خطورة، إلا أنها فعاليتها ضد حالات العدوى وحالات الإصابة مجددا بالفيروس أصبحت تقل.
ولاحظ السيد حمضي أنه إذا كانت المناعة السكانية بالمغرب تحمي المنظومة الصحية من تهديدات الضغط، فإن الخطر الفردي يظل مع ذلك قائما، خاصة بالنسبة للأشخاص الأكثر هشاشة في صفوف من تفوق أعمارهم الـ60 سنة أو الذين يعانون من أمراض مزمنة (السكري، ارتفاع ضغط الدم، السمنة…).
وفي غياب التلقيح الكامل، بما في ذلك الجرعة المعززة، يبرز الخبير، فإن الأشخاص ضمن هذه المجموعة يواجهون خطر الإصابات الحرجة بكوفيد-19، معتبرا أن هذه الحالات الخطيرة لن تعرقل عمل المستشفيات أو الحياة الاجتماعية، غير أنه سيتم رصدها بشكل يومي وبشكل متزايد مع تسارع انتشار الفيروس.