حاوره: عبد الرحيم زياد
يتحدث الأستاذ “نور الدين العولي” المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني ببوجدور، في هذا الحوارمع جريدة “24 ساعة” عن وضعية المنظومة التعليمية بالإقليم، وعن المستجدات والعمليات المواكبة للدخول المدرسي الاستثنائي الحالي، في ظل استمرار أزمة كوفيد-19، وفي ظل تواصل عملية تلقيح التلاميذ، كما يسلط الضوء على أمور تتعلق بتدبير الموارد البشرية وبنيات الاستقبال والدعم الاجتماعي ، وغيرها من الأمور المرتبطة بواقع قطاع التربية والتعليم بإقليم بوجدور.
ـ كيف هي استعدادات المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببوجدور للدخول المدرسي الجديد الذي ينطلق اليوم الجمعة في ظل استمرار جائحة كوفيد ـ 19؟
ـ في البداية شكرا لكم على الاستضافة، وتفاعلا من سؤالكم، وكما يعلم الجميع، ولمدة 3 سنوات، والمنظومة والبلاد بأكملها تعيش على وقع مخلفات جائحة كورونا،وفي هذا الباب دأبنا كل سنة سواء على المستوى المركزي أو على المستوى الجهوي، وأيضا الإقليمي، دأبنا على التعايش مع هذه الآفة، والحمد لله فان الوضع يبقى هذه السنة كما هو عليه، باستثناء الجديد الذي جاء يوم أمس عبر بلاغ وزارة التربية الوطنية، والذي أكد على إعتبار النمط الحضوري مئة في المثة بالنسبة لجميع التلاميذ، كنمط اختياري بالنسبة للمؤسسات التعليمية، على أساس استمرار إجراءات البروتوكول الصحي في المؤسسات التعليمية، و لابد من الإشارة إلى أن ما يهمنا بالدرجة الأولى هو تأمين دخول مدرسي آمن لفلذات أكبادنا، ودخول مدرسي تحفه جميع مقومات التحصيل الجيد.
ـ كيف تجري عملية تلقيح التلاميذ و ما مدى استجابتهم؟ وما تقييمكن للعملية ككل؟
ـ هذه العملية التي تم الشروع والعمل من أجلها في نهاية شهر غشت، و التنزيل الفعلي لها بدأ يوم 31 غشت الماضي، ومع توالي الأيام بدأ الإقبال يتزايد يوما عن يوما ، مع عودة الأسر من السفر، و تم العمل في هذا الإطارعلى فتح مركزين، مركز بمؤسسة ثانوية الراشدي ومركز بثانوية محمد البقالي بحي التنمية، و بخبرة الأطر الصحية وكذا خبرة الأطر الإدارية بالمديرية، تم الوصول إلى نسبة 70 في المئة من التلاميذ، والعملية تعرف إقبالا من المستفيدين من التلقيح. ونسعى لبلوغ نسبة 80 في المئة، مع نهاية هذا الاسبوع.
عملية التلقيح أعطت ما كان منتظرا منها سواء على الصعيد الوطني أوعلى الصعيد المحلي، و من البوادر الأساسية أن الآسر كانت سباقة إلى تلقيح أطفالها، وهذا معطى مهم جدا، إضافة إلى أن الحملة التي شملت جميع الأساتذة في السنة الفارطة، والحمد لله يمكن أن نؤكد أن الجرعة الثانية من اللقاح سيتم استكمالها شهر أكتوبر المقبل، وهذا هو المبتغى من هذه العملية المهمة جدا.
ـ هي إذن السنة الدراسية الثالثة التي تجري في ظل جائحة أزمة كورونا، ما هي التحديات التي تواجهكم والرهانات المطروحة في هذا الصدد؟
ـ من طبيعة الحال هي السنة الثالثة في ظل هذه الأزمة، ويمكن أن أقول اننا اكتسبنا سواء على المستوى الإداري أو المستوى التربوي ممانعة كبيرة، وهذه الممانعة وهذه التجربة التي أصبح يتصف بها الجميع، ماهي إلا نتاج عمل دؤوب، ونتاج عمل كبير، في ظل أزمة كبيرة، والفرج سيكون قريبا إن شاء الله،و لكن لابد من استغلال هذه الأمور خاصة إذا لا حظنا ان هناك عدد من الأمور على المستوى التشريعي وعلى المستوى العملي تم العمل بها وسوف يتم العمل بها، كالاهتمام بالتعليم عن بعد، باعتباره رافعة أساسية رغم كل ما قيل، ولكن أصبح اليوم من الضروريات، والوزارة عاكفة على تنظيم هذا القطاع، و يتم العمل عليه بشكل أكبر، الاهتمام ايضا باللقاءات عن بعد، والإهتمام بالتكنولوجيات الحديثة، كل هذه الأمور أصبحت من المبادىء الأساسية التي سوف تعزز بالمدرسة المغربية في السنوات القادمة ان شاء الله.
ـ ماذا عن الموارد المخصصة للأسلاك التعليمية الثلاث بالمديرية؟ وكيف دبرت مديريتكم مسألة سد الخصاص؟
ـ هذه مسألة دورية، وكل موسم يتم التعامل معها بحرفية كبيرة خاصة إذا سجلنا بأنه الموارد البشرية في مديرية بوجدور، فهي موارد غير مستقرة، باعتبار إن الإقليم إقليم طارد، والحركة تأتينا بمفاجآت، لن أقول أنها غير سارة، ولكنها في حركية، هذه الحركية يتم التغلب عليها بطبيعة الحال بالتعامل، في بداية الأسبوع الأول من شهر شتنبر، بإجراءات مهمة جدا من قبيل تدبير فائض الخصاص على مستوى المؤسسات، وتكييف هذا التوزيع بصفة منطقية من أجل جعل جميع التلاميذ بمديرية بوجدور، على أساس أن يتلقوا تعليما كاملا بدون نواقص، وحاولنا ما أمكن أن نغطي مئة في المئة، رغم كما قلت من بعض الصعوبات، و بعض التخصصات التي يوجد فيها خصاص، ولكن المهم جدا، هو التركيز على التغطية الشاملة والعمل أيضا، وهذه المسالة مهمة جدا، للتوفيق بين التغطية وبين الجودة في التعلمات.
ـ ماذا عن بنيات الاستقبال أو البنيات المادية؟
ـ نعم هذا أيضا من الأمور التي ألفت المديرية الإقليمية على العمل عليها كل سنة باعتبار ثلاثة مسائل مهمة جدا، الا وهي الدراسات التقنية، فالمؤسسات التي سوف يتم وضع الحجر الأساس لها في قادم السنوات، فتح البنيات المادية الجديدة، ثم تأهيل المؤسسات التعليمية، وهذه السنة انتهينا من تأهيل مؤسستين ابتدائيتين، مؤسسة إعدادية ومؤسسة تأهيلية، و صارتا في حلة جديدة، بحيث ركزنا على المؤسسات القديمة، و التي تضررت نوعا من بفعل عوامل البيئة والطقس الذي تعيشه مدينة بوجدور، وحاولنا إن نتعامل بتأهيل مندمج ومميز في بعض المؤسسات التعليمية، التي تنتظر دورها في هذا الباب حسب الأحقية.
وهذه السنة تعززت المنظومة المادية على مستوى المديرية بافتتاح ثانويتين إعداديتين، ثانوية حفصة بنت عمر و ثانوية المرحوم بابي الإعداديتين، هذين الثانويتين الإعداديتين ساهمتا في تقليص نسبة الاكتظاظ بالمؤسسات الأخرى، و التي أصبحت تعيش نوع من الرخاء و توع من الامتياز على مستوى بنية الاستقبال .
ـ مع انطلاق الموسم الدراسي عقدتم سلسلة من الاجتماعات مع مجموعة من المتدخلين في المنظومة التعليمية البوجدورية، كيف مرت هذه الاجتماعات؟ وماهي الخلاصات التي خرجتم بها؟
ـ بطبيعة الحال وفي إطار اللقاءات التواصلية، والبرنامج التواصلي، لا بالنسبة للسنة الدراسية، ولا بالنسبة لمستوى بداية السنة الدراسية، حاولنا ما أمكن أن نتواصل داخليا مع الهيئات المكونة للمنظومة، هيئة التفتيش، هيئة التأطيروالمراقبة، هيئة التوجيه التربوي،السادة والسيدات المدراء المؤسسات التعليمية العمومية
والخصوصية، السادة رؤساء المصالح في إطار لجان القيادة،السادة رؤساء المشاريع على المستوى المديرية الإقليمية، هذا داخليا، أما على المستوى الخارجي أيضا الشركاء من قبيل جمعية آباء و أولياء التلاميذ ، و من قبيل جميع المتدخلين الآخرين كجمعيات المجتمع المدني و ايضا السلطات المحلية، حيث حاولنا ما أمكن رسم خارطة طريق وتنزيلها على المستوى القريب و المستوى المتوسط والبعيد الى نهاية السنة الدراسية، هذه الاجتماعات التواصلية ماهي إلا آلية أو ميكانيزم يتم الإعتماد عليه من أجل تصريف البرنامج ، لتفادي كبوات ومشاكل السنوات الماضية، والإنكباب على طموحات وتسطير أهداف يجب تنزيلها على مستوى المديرية .
ـ يحتفل المغرب يوم 30 شتنبر باليوم الوطني لجمعيات الآباء ، نريد رأيكم، أو كلمة في هذا الموضوع.
ـ من هذا المنبر أهنىء جميع جمعيات آباء و أولياء التلاميذ والمنخرطين فيها، بهذا اليوم الذي تم تخصيصه على المستوى الوطني، وهذا إنجاز كبير، اعترافا بهذه الفئة النشيطة التي ما فتىء دورها يتعاظم داخل المنظومة، كما اهنئهم بالمسيرة الموفقة التي أصبحوا يطلعون بها، والمهام الكبيرة التي عرفتها المنظومة في ظلهم، خاصة مع صدور مرسوم منظم، وكان حاسما في ترسيم حدود العمل وترسيم حدود الإتفاق مع جمعيات الآباء، والتي تعتبر شريكا قريبا جدا من المنظومة ،ان لم نقل طرف من المنظومة يعول عليه الكثير،في إطار تجويد العمل التربوي وفي إطار المساهمة في تحصين المدرسة المغربية من كل الآفات، والمساعدة في الوصول والرقي بتلاميذنا.
ـ بناء على ما سبق كيف تشخصون الوضع التعليمي بإقليم بوجدور؟
ـ بكل صراحة وبكل اعتزاز أؤكد أن المنظومة التعليمية باقليم بوجدور تعيش طفرة من الإستقرار، وهذا بفعل العمل الكبير ليس فقط للمدير الإقليمي، ولكن الفريق الذي تتكون منه المديرية، لا على مستوى المؤسسات، ولا على مستوى البنية الإدارية، من رؤساء مصالح الذين اكتسبوا كفاءة و اكتسبوا جرأة كبيرة على التعامل مع ما قد يصادفهم لا قدر الله من مشاكل ، وما اكتسبوه أيضا من احترافية كبيرة والتي باتوا يتعاملون بها في إطار التنزيل الأمثل للمخططات الإستراتيجية الخاصة بالمديرية أو على مستوى الأكاديمية، او على مستوى الوزارة الوصية.
كما أنوه أيضا بالسيدات والسادة المدراء الذين والحمد لله أصبحنا نتوفر على زخم كبير من التجربة التي واكبوها سواء على مستوى المديرية او على مستوى مديريات أخرى، في إطار توحيد البوثقة التي نعمل عليها ، ولا ننسى إن ننوه بجميع الأساتذة الذين كانوا في الأمس القريب او البعيد وفي الحاضر، مسؤولين في إطار المهام الموكولة إليهم سواء داخل أو خارج المؤسسة، كما اشكر الجميع لا من داخل المنظومة أو من خارج المنظومة الذين ربطنا معهم لغة التواصل، لغة ليست أحادية،
وليست خاصة بمنظور تعليمي، بل بمنظور اجتماعي عام، لأن المنظومة اليوم صارت ملكا للجميع، وكل متدخل فيها فهو يتسم بالمساهمة سواء القليل او الكثير، خاصة شركاء من مثل الجماعات المحلية مشكورين في هذا الباب، والسلطات المحلية التي ما فتئت تساعد وتعين هذه المنظومة على مستوى محلي.
خلاصة القول فان المنظومة على مستوى محلي بخير وعلى خير، وسيظل هذا الباب مفتوحا لجميع المتخلين لجميع الفاعلين لكي يتم تجويدها أكثر و اكثر.
ـ كلمة أخيرة
ـ في نهاية هذا اللقاء لا يسعني سوى تجديد الشكر لكم ، كما أهنئكم على جودة ونوعية الأسئلة التي أحاطت بمختلف الأمورالمتعلقة بالمنظومة التربوية على مستوى محلي، و أعتقد على أنه أصبحنا أمام تحدي كبير يتمثل في إنجاح السنة الدراسية ، وأمام تحدي إنزال و تنزيل قوانين التي جاء بها القانون الإطار في ظل التغيرات التي ستشهدها بلادنا في إطار مسارها السياسي بتعيين الحكومة الجديدة و التفاعل الذي سيكون هو نفسه الذي كان ، مع باقي الإدارات التي تسير سواء على المستوى الوطني أو الجهوي ، وهي أمور ألفنا التعامل معها بجدية وانضباط كبيرين.
كما ادعوا جميع المتدخلين سواء الأطر التربوية او الأطر الإدارية، و آباء و أولياء أمور التلاميذ و شركاء اجتماعيين، وجميع المتدخلين، من أجل العمل سويا من أجل إتمام الرسالة النبيلة والرسالة التي اتخذناها على أعناقنا، للرقي بالمنظومة والرقي بالتلميذ البوجدوري إلى مصاف التلاميذ المميزين على المستوى الوطني.
كما أجدد الشكر لكم ومن خلالكم لمنبركم الهادف “24 ساعة” على اتاحة هذه الفرصة من إجل إيصال هذه الرسائل والإجابة على تساؤلات التي تخالج المتتبع للشأن التعليمي على مستوى المحلي.