24 ساعة -متابعة
ومن خلال اختيار نهج استباقي وطموح يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليص اعتمادها على الطاقة. وصل المغرب إلى مرحلة استراتيجية في مشروع الهيدروجين الأخضر. وتأتي هذه المبادرة التكتيكية في وقت حرج تستورد فيه المملكة ما يقرب من 96% من احتياجاتها من الطاقة. وهو وضع ضعيف في مواجهة التقلبات في أسعار الطاقة العالمية.
ما لا يقل عن 100 جهة محلية وأجنبية عن اهتمامها بالاستثمار في هذا المشروع
وفي مواجهة تقلب أسعار الطاقة والتحديات البيئية المتزايدة المرتبطة بانبعاثات الغازات الدفيئة، يظهر الهيدروجين الأخضر. كحل واعد ومستدام. يتم إنتاج هذا الوقود النظيف عن طريق التحليل الكهربائي للمياه باستخدام التيار الكهربائي من مصادر متجددة. ويوفر ميزة إنتاج الطاقة دون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وبالتالي المساهمة بشكل فعال في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري والمناخ والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.
وسرعان ما أثارت المبادرة المغربية اهتماما كبيرا على الصعيدين الوطني والدولي. وفي الواقع، أعرب ما لا يقل عن 100 جهة، محلية وأجنبية، عن اهتمامها بالاستثمار في هذا المشروع الكبير. ويسلط هذا الدعم الهائل الضوء على ثقة المستثمرين في رؤية المغرب وأهمية هذه المبادرة في سياق عالمي حيث يكتسب الهيدروجين الأخضر شعبية كبديل فعال للطاقة.
الحكومة المغربية خصصت ما يقرب من مليون هكتار من الأراضي لانجاح المشروع
وإدراكا منها للأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع، اتخذت الحكومة المغربية تدابير ملموسة لضمان نجاحه. وبذلك، خصصت ما يقرب من مليون هكتار من الأراضي، موزعة استراتيجيا على مناطق مختلفة من البلاد، لاستيعاب المشاريع المرتبطة بالهيدروجين الأخضر. وفي المرحلة الأولى، تم تخصيص 300 ألف هكتار خصيصا للمستثمرين. مما يعكس التزام المغرب الثابت بتشجيع الاستثمارات في الطاقات المتجددة وخلق بيئة مواتية للابتكار والنمو المستدام.
وتندرج هذه المبادرة في إطار استراتيجية أوسع وطموحة للمملكة تهدف إلى تسريع التحول نحو اقتصاد أكثر خضرة واستدامة. ومن خلال إعلانها عن نيتها إطلاق مشروع الهيدروجين الأخضر في عام 2024، تظهر الحكومة المغربية عزمها على لعب دور رائد في تعزيز الطاقة النظيفة. على المستوى الإقليمي والعالمي.
ومن خلال مشروع الهيدروجين الأخضر، يضع المغرب نفسه بحزم كلاعب رئيسي في التحول العالمي للطاقة. ومن خلال هذه المبادرة الجريئة والحكيمة، تطمح المملكة ليس فقط إلى تعزيز استقلالها في مجال الطاقة وتأمين إمداداتها، ولكن أيضًا إلى تحفيز الابتكار. وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام والمساهمة بنشاط في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.