وجدة- إدريس العولة
لا حديث لسكان العالم خلال الآونة الأخيرة، إلا عن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب المملكة المغربية ليلة الجمعة الأخير، والذي خلف إلى حدود الساعة العاشرة من صبيحة هذا اليوم حوالي 2497 قتيلا وفق ما أعلنت عنه وزارة الداخلية المغربية.
ولا حديث لوسائل الإعلام الدولية أيضا، إلا عن قمة تلاحم الشعب المغربي قاطبة من طنجة إلى الݣويرة، في هذا المصاب الجلل، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى أوامره السامية إلى القوات المسلحة الملكية، باعتباره القائد الأعلى مباشرة بعد وقوع الزلازل ببعض أقاليم الجنوب، كما أعلن عن الحداد الوطني والدعوة إلى إقامة صلاة الغائب في كل مساجد المملكة، دون الحديث عن اجتماعات المجلس الحكومي، والرد على المكالمات والرسائل الواردة من مختلف رؤساء وملوك دول العالم، التي تحمل عبارات المواساة والتعازي لأهل وأقارب الضحايا والشعب المغربي قاطبة، في إنتظار القيام بزيارة ميدانية إلى المناطق المتضررة من الزلازل.
وفي السياق ذاته، لم يفوت جلالة الملك الفرصة تمر، دون أن يعمل على تقديم أحر التشكرات للبلدان الصديقة والشقيقة التي أبدت تضامنها مع الشعب المغربي، والتي أكدت العديد منها استعدادها لتقديم المساعدة في هذه الظرفية الإستثنائية.
وفي إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية المعمول بها في مثل هذه الظروف الإستثنائية، فقد أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا وشاملا للاحتياجات المطلوبة في الميدان، من أجل وضع استراتيجية محكمة لتفادي ما من شأنه أن يعيق عملية الانقاذ، وخاصة في الشق المتعلق بالتنسيق مع دول أخرى، لأن عدم أخذ هذا المعطى بعين الإعتبار سيؤدي لا محال إلى نتائج عكسية.
وعلى ضوء ذلك لم تتردد السلطات المغربية في الإستجابة وفي هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم المقدم من قبل الدول الصديقة ووصل عددها إلى حدود اللحظة 5 دول ويتعلق الأمر بإسبانيا، قطر، المملكة المتحدة، الإمارات العربية إضافة إلى دولة التشيك، ولم تستبعد السلطات المغربية أنها سوف تلجأ لعروض أخرى من دول صديقة ، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة.
ولم تفوت السلطات المغربية الفرصة تمر، دون أن تؤكد ترحيبها بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم، والتي تؤكد مدى احترام هذه الدول واعترافها بالالتزام الراسخ للمغرب ومساهماته العديدة في أعمال الدعم الإنساني الدولي، والتي تتم وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وإلى ذلك، تشهد كل مناطق وأقاليم المملكة حملة تضامنية منقطعة النظير لكافة الشرائح الإجتماعية مع ضحايا زلازل الحوز، حيث شهدت كل المراكز المخصصة لاستقبال المواطنين والمواطنات الراغبين في التبرع بالدم إقبالا مكثفا، لدرجة أن هذه المراكز لم يعد بوسعها استيعاب هذا الكم الهائل، دون الحديث عن التبرعات العينية إذ بدأت القوافل تنطلق من مختلف أرجاء المغرب محملة بالمواد الغذائية والألبسة وغيرها من المواد الأخرى، في اتجاه المناطق المتضررة.