بعدما طفت على السطح عدد من القضايا التي أثارت الرأي العام الوطني وأسالت مداد العديد من وسائل الإعلام الوطنية، كان من الضروري أخد رأي أحد العارفين بخبايا هكذا قضايا، حيث وقع اختيار صحيفة “24 ساعة” الرقمية، على أحد الوجوه البارزة في الساحة الإعلامية الوطنية ألا وهو خالد الجامعي الصحفي و القيادي السابق في حزب الإستقلال .
ما هو رأيكم في استعمال الدارجة في المقررات الدراسية..؟
مشكلة التعليم في المغرب لا تقتصر فقط على الدارجة أو العربية في المقررات الدراسية بل هي جملة مشاكل بنيوية وهيكلية يعاني منها القطاع منذ الاستقلال الى يومنا هذا، فجل الوزراء الذين تعاقبوا على هذه الوزارة والذين وصل عددهم 75 وزيرا ، إن لم أكن مخطئا ، كان همهم الوحيد اللعب في المقررات عوض الذهاب الى مكمن الداء، فرغم الملايير التي صرفت ولا زالت تصرف لم يفلحوا في ايجاد الحلول المناسبة وهذا ما أعتبره “افلاسا” للتعليم بالمغرب، ومما زاد الطين بلة ما أقدم عليه عيوش مصداقا للمثل المغربي (آش خصك العريان خاتم آمولاي) وهذا بالنسبة لي قلة حياء.
أبناء المغاربة في حاجة الى معالجة دقيقة للمشاكل التي يتخبط فيها التعليم، فكيف يعقل ان نرى في أحد البرامج التلفزية مدرسة لا تتوفر على ابسط الشروط كالمرحاض و النوافذ وغيرها من الأشياء التي يفترض أن تكون من الأولويات، ثم يأتينا أحدهم محاولا اقحام الدارجة في المقررات بشكل فجائي، وهذا أعتبره (الحماق)، وهنا أطرح السؤال هل يعلم عيوش من وضع أسس وقواعد اللغة العربية أم أنه يلقي الكلام على عواهنه.
أنا أقول لعيوش أنه سيبويه وهو ايراني ومن بدأ بعضا من قواعدها هو سيدنا علي، فالعربية أعطتنا ابن سينا و الخوارزمي وغيرهم. عيوش ذهب أبعد من هذا حينما خرج بتصريح حول القرآن الكريم (زاد الخل على الخميرة)، وهذا ما فتح الباب أمام المتطرفين ليدلوا بدلوهم فيما يحصل، حيث أقدم أحدهم على تهديد عيوش متوعدا اياه بقطع رأسه، لولا تدخل الأمن الذي قام باللازم وأوقف هذا الشخص، الذي ، حتى ان كان عيوش مخطئا ، فليس له الحق أن يهدد بقتله، بل أن يجادله مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن) .وحسب ظني هذا خطأ وعلى الوزارة أن تتدارك أخطاءها وأن تبحث في المشاكل الأساسية عوض هذا الحديث العقيم حول الدارجة وكأن مشاكل المغاربة كلها حلت ولم يبقى منها الا الدارجة.
ما هي قراءتكم لتطورات القضية الوطنية واحتمالات ما يمكن ان يفضي إليه النقاش في مجلس الأمن بعد انتهاء التجديد الأخير لبعثة المينورسو؟
في تحليلي لوضعية الصحراء ومجلس الأمن، رغم أنه من الممكن أ ن أكون مخطئا، فان حل القضية لا يوجد لا بيد المغرب و لا الجزائر . مجلس الأمن هو المسؤول و بطبيعة الحال مجلس الأمن تتحكم فيه الدول العظمى أو بمعنى أصح أمريكا والدول التي لها حق “الفيتو” وهؤلاء هم من يقررون في قضية الصحراء، فلا المغرب و لا الجزائر باستطاعتهم حل هذه القضية، وهنا يجب طرح هذا السؤال ما هو الوضع الذي يناسب أمريكا وفرنسا و اسبانيا في هذه القضية؟
الجواب هو(لا سلم و لا حرب) بل هو أن يبقى الحال على ما هو عليه، لأن المغرب و الجزائر سيكونان بذلك مدينين لهذه الدول كما يقول المثل (آش يدير الميت قدام غسالو)، فالمصالح الاقتصادية لهذه البلدان تجعل المغرب و الجزائر غير قادرتين على الدخول في حرب، أي أن هذه الدول هي من تقرر مصير الدولتين، وما يقال في مجلس الأمن لا قيمة له (ففاقد الشيء لا يعطيه).لا يمكننا أن نقرر في مصير قضية الصحراء الا اذا كانت لنا جبهة داخلية قوية، وديمقراطية صحيحة فآنذاك سيكون بامكاننا مواجهة أيا كان. فكما هو ملاحظ فان الرعشة و الخوف تصيبان المسؤولين كلما اقترب موعد لاجتماع يخص قضية الصحراء داخل ردهات الأمم المتحدة .فكما يعلم الجميع أن “بولطون” مستشار الامن القومي الأمريكي يكره المغرب بشكل رهيب كما أنه صديق للبوليساريو مما يعني أن القضية ليست بأيدينا.
كما أن هذا الملف يستوجب تكوين لجنة وطنية قوية للدفاع عن هذا الملف حتى لا يقتصر على شخص أو اثنين، فمنذ أ ن طفت على السطح مشكلة الصحراء الى يومنا هذا لم نستطع تكوين جيل يؤمن بمغربية الصحراء، لو أننا نتوفر على ديمقراطية صحيحة مع وجود فرص شغل عديدة فلن يكون بمقدور أي صحراوي أن يقول أن “بوليساريو” موجودة.
كيف تنظرون الى مستقبل التحالف الحكومي بعد الاستغناء عن شرفات افيلال وتوتر العلاقة بين البيجيدي والتقدم والاشتراكية؟
(هذه حكومة محكومة) هل تعتقدون أن أحدا من هذه الحكومة بيده القرار؟ أنا أقول لا، لأن “البي بي اس” لو كان لهم القليل من الحشمة و الكرامة لغادروا هذه الحكومة بعدما فعله بهم العثماني حين أقال أفيلال، لكنهم لم يفعلوا ذلك لانه في هذه البلاد الوزراء لا يستقيلون بل يقالون، فليس باستطاعة بنعبد الله مغادرة الحكومة الا اذا علم أن أصحاب القرار (الفوق) يريدون ذلك والبرهان على ما اقول هو أنهم لم يغادروا الحكومة، فكما يتذكر الجميع، ففي السابق قام وزراء الحركة باضراب، وهذا ما لم أرى مثله في أي دولة في العالم منذ أن ولجت عالم السياسة و الصحافة.
أعود و أقول أنها حكومة محكومة، بل هم وصلوا ألى الحكومة ولكنهم لم و لن يصلوا الى الحكم، فرغم اقالة وزير المالية السابق لم يحرك احدهم ساكنا و لم يفصح أحدهم عن سبب اقالة وزير المالية وتركونا ك(بقر علال). ثم يقولون أن اخنوش هو من أتى به، وهذا ليس بصحيح. هل تعتقدون ان أخنوش له القدرة على اختيار وزير اقتصاد للمغرب؟ بل جاء به من هو أعلى من أخنوش، علما أنه لم يأت من عدم بل سبق له و أن كان في الجمارك ثم الى البنك الشعبي ليستقر به المطاف وزيرا للمالية ما يعني أن مسار الرجل واضح ( هو رجل من خدام الدولة) وليس شخصا سقط من السماء. فحين تأتي بأحد” التيكنوقراطيين” فاعلم أنه جاء لينفذ سياسة من جاء به وليس ليضعها، ولكي يضعوا بعضا من الماكياج على القضية و ضعوه في حزب، كما هو الشأن مع أخنوش وغيره، فكلما جاءوا بأحدهم الا و (صبغوه بلون من ألوان الاحزاب)، كما سيفعلونه مع الوزير السابق حصاد الذي تمهد له الطريق الآن ليصبح على رأس الحركة الشعبية.