محمد أسوار- الرباط
وضع تقرير حديث لمؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الإستراتيجية ( (FMES)، التي تضم أفرادا سابقين في الجيش الفرنسي، عدة سيناريوهات في حالة اندلاع مواجهة محتملة بين المغرب والجزائر ”حيث يكون نظام الجنرالات هو المعتدي”، مشددا على أن هناك عدة عوامل تغذي هذه المواجهة، أبرزها التنافس التاريخي بين البلدين، وقضية الصحراء المغربية التي دائما تسمم العلاقات بين الرباط والجزائر لأزيد من أربعة عقود، بدعم صناع القرار في قصر المرادية، لطرح الإنفصاليين.
وذكر تقرير الخبراء العسكريون الفرنسيون، أنه في حالة نشوب مواجهة، فإن المغرب يملك ميزة على الأرض، لامتلاكه خبرة إستخباراتية كبيرة، وأيضا استفادته من القدرات السيبرانية الأمريكية والإسرائيلية؛ مشيرا إلى قدرات الجزائر الإستخباراتية رغم أهميتها؛ إلا أنها لن تصمد طويلا”.
ويشير تقرير الخبراء العسكريين الفرنسيين، إلى أنه بالرغم من امتلاك الجزائر لغواصات حديثة، لكن هذا التفوق يمكن إبطاله بسهولة، لكون البحرية الملكية تمتلك ألغاما بحرية وطائرات بدون طيار متوسطة الحجم وغيرها من المعدات العسكرية المتطورة المضادة للغواصات.
ويقول الخبراء، إنه يصعب التنبؤ بما سيحدث، لكن المغرب ليست له أي مصلحة عسكرية في أي مواجهة برية، خصوصا في الجنوب”؛ رغم تفوقه العسكري الواضح.
على المستوى الجوي؛ يبرز التقرير أن التفوق الجزائري محكوم عليه بالفشل مع مرور الوقت، خصوصا مع تسليم المغرب لطائرات F16 الخارقة، كما أشار الخبراء العسكريون الفرنسيون، إلى إمكانية حدوث ” نقط ضعف متبادلة، قد تخلف خسائر غير متجانسة”.
وأورد تقرير ”FMES”، أنه في حالة مواجهات عنيفة بين الطرفين، فإن المغرب سيدفع نحو القيام بأعمال داخل الأراضي الجزائرية، وستقع حرب تواصلية كبيرة”.
ورغم كل هذا، يختم الخبراء العسكريين الفرنسيين، تقريرهم بنوع من التفاؤل، بقولهم إن السيناريو الأكثر ترجيحا، هو وقوع بعض المناوشات الحدودية المتكررة بين الجزائر والمغرب.
من جانب آخر؛ أبرز التقرير أن حوض البحر الأبيض المتوسط، شهد سلسلة من الأحداث الجيوسياسية، على مدى العقد الماضي، والتي غيرت ميزان القوى في المنطقة والتوزان الذي خلقته الحرب الباردة، مشيرا إلى المنطقة وامتدادها في اتجاه البحر الأحمر، عرفت هزات وصراعات متفاوتة الخطورة، أثرت بشكل كبير على استقرار حوض البحر الأبيض المتوسط، ونتجت عنها حروب أهلية كما الشأن في سوريا وليبيا.
وشدد تقرير الخبراء على أن هذه التوترات قد تنتقل إلى مضيق جبل طارق، أحد أهم الطرق البحرية للتجارة العالمية، خاصة فيما يتعلق بنقل الهيدروكربونات.