24ساعة-العيون
دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الرابع للإدارة المتكاملة للموارد المائية بالمناطق القاحلة، أمس الجمعة بالعيون، إلى تعاون أفضل بين الوسط الأكاديمي والشركاء من القطاعين العام والخاص الفاعلين في مجال المياه.
وفي إطار التوصيات المنبثقة عن هذا المؤتمر، المنظم تحت شعار “الإدارة التشاركية للموارد المائية بالمناطق القاحلة”، دعا الباحثون والخبراء والجامعيون المغاربة والأجانب في مجال الماء، إلى إحداث منصة، على مستوى كل حوض مائي، تجمع كافة البحوث العلمية حول الموارد المائية.
وأبرز المشاركون في هذه التظاهرة المنظمة من طرف اللجنة المغربية للجمعية الدولية للهيدرو جيولوجيين ووكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، بشراكة مع مديرية البحث والتخطيط المائي بوزارة التجهيز والماء، الحاجة إلى العمل في إطار تعاون وثيق يشمل الجامعة والإدارة ومكاتب الدراسات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات حول موضوع المياه في المناطق القاحلة.
كما أكدوا على ضرورة إيلاء أهمية أكبر للمواضيع المتعلقة باقتصاد المياه، بهدف ضمان إمداد أمثل بمياه الشرب وتحسين كفاءة شبكات الري.
وفي السياق ذاته، دعا المتدخلون إلى مواصلة تطوير موضوعات البحث المتعلقة بالموارد المائية غير التقليدية (تحلية مياه البحر، وإزالة المعادن، وتجميع مياه الأمطار، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، والتقاط مياه الضباب)، بالإضافة إلى موضوعات أخرى تتعلق بأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، ولا سيما الهدف رقم 6 الذي يهم زيادة الوعي حول ترشيد استخدام المياه.
كما دعوا إلى العمل على تحديد أفضل لعواقب تقلب المناخ على الموارد المائية، مما يجعل من الممكن توجيه التدابير والإجراءات المتخذة بشكل أفضل لتحسين التكيف والمرونة، مبرزين أهمية تطوير الخرائط الهيدروجيولوجية لمختلف طبقات المياه الجوفية.
من جهة أخرى، شدد المتدخلون الذين يمثلون القطاعين العام والخاص على ضرورة استخدام التكنولوجيات الجديدة في مجال الماء، منها على الخصوص، الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد والنمذجة ثلاثية الأبعاد، مع الحرص على موثوقية المعطيات.
وعلى هامش هذا الحدث، تمت إقامة أروقة مهنية ببهو قصر المؤتمرات، تضم عشرات مكاتب الدراسة والشركات المتخصصة في دراسة وإنجاز الحفر، إضافة إلى مؤسسات عمومية.
وشكلت هذه الدورة الرابعة التي تميزت بحضور أزيد 120 مشاركا، فرصة للفاعلين في مجال الماء لتبادل الآراء حول المنهجيات الملائمة للاستغلال الأمثل والتدبير المستدام للموارد المائية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.
وتمحورت أشغال هذه الدورة التي امتدت على مدى يومين، حول سلسلة من المواضيع منها على الخصوص، “موارد المياه وتغير المناخ: التكيف والمرونة” و”طبقات المياه الجوفية الساحلية، الجودة والتشخيص والرصد” و”اقتصاد المياه في الزراعة: التكنولوجيات الجديدة واستراتيجيات الإدارة” و”استكشاف واستغلال موارد المياه العميقة”.
وسبق هذا المؤتمر ورشة عمل تكوينية لفائدة طلبة الدكتوراه في مجال حماية وإدارة الموارد المائية، لا سيما بالمناطق القاحلة.
ويشمل البرنامج أيضا زيارات ميدانية لمشاريع مائية بالعيون، تتمثل في محطة تحلية مياه البحر، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، وموقع الحفر العميق، وسد الساقية الحمراء.