24 ساعة _ متابعة
أي مستقبل للعالم العربي بعد عقد من الزمن على انطلاق الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي وبعد أكبر جائحة في العصر الحديث؟ سؤال مركزي تتمحور حوله أعمال ندوة دولية تنظمها المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام التي مقرها بون بألمانيا يوم 29 ماي 2021.
وسيعرف هذا اللقاء الذي ستجرى أعماله افتراضيا عبر منصة زووم مشاركة نخبة متميزة من العالم العربي وألمانيا، تضم مفكرين وخبراء من حقول أكاديمية متعددة ويتميزون بآفاق فكرية متنوعة، بالإضافة إلى مؤثرين في عالم الميديا.
الندوة ستكون تحت عنوان “الربيع العربي والتغيير: سؤال المستقبل؟” وتستهل فعالياتها على الساعة 11 صباحا بتوقيت ألمانيا – وسط أوروبا، بلقاء مع ضيف الشرف، الدكتور منصف المرزوقي أول رئيس منتخب لتونس بعد الثورة، في حوار فكري سياسي مع الدكتورة هدى صلاح الباحثة المصرية بألمانيا، والكاتب الصحفي الألماني يورغ آرمبروستر.
علاوة على ذلك تتضمن أعمال الندوة جلستين علميتين، يركز المشاركون في الأولى على استشراف آفاق التغيير ومستقبل الديمقراطية في المنطقة انطلاقا من تقييم حصيلة عشر سنوات من الربيع العربي وتداعيات الاختبار التاريخي المتمثل في جائحة كوفيد 19، وتأثيرات المحيط الإقليمي والدولي في مسارات التحولات بالمنطقة.
ويسجل حسب برنامج الندوة أن الجلسة الأولى ستكون من إدارة الكاتب الصحفي الألماني الدكتور كرستين كنيب، ويشارك فيها الدكتور اسلام الكواكبي، مدير مركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في باريس. والبروفيسور عبد الله ساعف، وزير التعليم والبحث العلمي سابقا ورئيس مركز الأبحاث في العلوم الاجتماعية والاقتصادية، جامعة محمد الخامس الرباط.
إلى جانب كل من الدكتور راينر هيرمان، خبير ألماني متخصص في قضايا الإسلام، وكاتب عمود بصحيفة فرنكفورته ألغماينه. والدكتورة آمال عبيدي أستاذة العلوم السياسية بجامعة قاريونس بنغازي ليبيا، وحاليا أستاذة بجامعة بايروث الألمانية.
ويشار أن أعمال الجلسة الثانية ستتمحور حول استشراف مستقبل أوضاع الشباب والمرأة وفئات أخرى في المجتمعات العربية انطلاقا من شعارات الربيع العربي واختبار الكوفيد على مستوى الهشاشة الاجتماعية. وكيف كان تأثير المساعدات الأوروبية في إشكالية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بدول المنطقة.
وتدير هذه الجلسة الكاتبة الصحفية الألمانية مارتينا صبرا، ويشارك فيها كل من البروفيسورة إلهام مانع اليمن – سويسرا، أستاذة العلوم السياسية بجامعة زوريخ. والدكتور ياسين بكري، أستاذ العلوم السياسية ببغداد، العراق. و الدكتور كريستيان هانيلت، كبير خبراء مؤسسة بيرتلسمان الألمانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. والباحث والإعلامي الجزائري الأستاذ عثمان لحياني.
ونظرا للأهمية التاريخية لهذه الندوة والسياق الذي تعقد فيه، فقد تولت لجنة علمية الإعداد لأعمالها بما يؤمّن درجة عالية من الجودة لإثارة الحوار وطرح القضايا الجوهرية خلال الندوة من ناحية مع ترجمة فورية لأعمالها باللغتين العربية والألمانية، وبأن تنشر مخرجاتها في وقت لاحق في مؤلف جماعي باللغتين العربية والألمانية أيضا.
وفي نفس السياق شدد منصف السليمي رئيس المؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والاعلام” MagDe ” في تصريح لجريدة 24 ساعة أن خلفيات هذه الندوة التي تعقدها المؤسسة المغاربية للثقافة والإعلام بتاريخ 29 ماي 2021 هي تنطلق من مرور 10 عشر سنوات على الربيع العربي”
وأضاف السليمي ” أن هذه الندوة تنطلق من قراءة واستشراف مستقبل العالم العربي، وتركز بذلك على المستقبل وتتجاوز الوقوف على الماضي، بشكل يخول لها قراءة دقيقة للعشرية التي مضت وأيضا الوقوف على الانعكاسات التي أفرزتها أزمة كوفيد19 لوقعها الذي فاق الأحداث التي سجلة خلال هاته العشرية”
وتابع المتحدث في هذا السياق ” أن الإعداد لهذه الندوة تم منذ أكثر من شهر، من طرف لجنة علمية متخصصة تتكون من خبراء ومفكرين من مشارب علمية واختصاصات مختلفة” وأضاف ذات المصدر أنه “كان من المنتظر أن تنظم هذه الندوة بشكل حضوري في برلين وفي نفس التاريخ إلى أن ظروف الحالة الوبائية حالت دون ذلك، وجعل المشاركة المباشرة غير واقعية لذلك تم التفكير في تنظيمها افتراضيا عبر تطبيق زووم”
وعن المحاور التي ستتناولها هذه الندوة قال السليمي “تتسم قراءات هذه الندوة بالانطلاق من التقييم لمسار عشر سنوات لأوضاع بلدان العالم العربي، وأيضا تعامل الغرب ودول أوروبا مع هذه المسارات التي وقعت، وسيتم بذلك التركيز على محاور معينة، بحيث سيشمل النقاش الحديث عن الديمقراطية والإصلاحات التي وقعت على المستوى السياسي، وكذلك على مستوى العدالة الانتقالية و محاور أخرى تهم تطور النخب والدور الذي لعبته دول أوروبا في هذه الاتجاهات سواء الدول التي ذهبت في اتجاهات ديمقراطية كتونس أو تلك التي انزلقت إلى حروب أهلية كليبيا وتلك التي لازالت تعرف بعض الحركات مثل الجزائر، لبنان والعراق ”
كما سجل المتحدث أن الندوة ” ستقف على تجربة أخرى لها خصوصياتها تتمثل في التجربة المغربية الذي توخت رسم تجربة اصلاحية تراعي خصوصية وتاريخ المملكة وسيمثل هذه التجربة خلال اللقاء المفكر والوزير السابق عبد الله الساعف”
على صعيد آخر أوضح المتحدث “أن القراءات ستكون متقاطعة على مستوى قراءة مستقبل الجانب السياسي، في مقابل ذلك ستكون قراءات واستشرافات على المستوى المجتمعي ترصد تطورات النخب الاجتماعية ومستقبل المرأة والشباب وكذا تأثير الربيع العربي وإصلاحاته عليها، كما ستطرح غي شق آخر السؤال حول دور المساهمات الأوروبية في مسارات هذا الإصلاح”
وفي الأخير عبر السليمي على أنه”نتوخى من هذه القراءات صياغة سيناريوهات حول تطور الأوضاع في المستقبل داخل المجتمع العربي وكذا الأوضاع بينه وبين المجتمع الأوروبي ، إلى جانب استنتاج الهفوات التي وقعت خلال الربيع العربي ودراسة كيفية القطع معها”
كما يشار إلى أن مخرجات هذه الندوة ستوثق على شكل كتاب باللغتين العربية والألمانية لتكون بذلك الأولى من نوعها لأنها تتوخى الدمج بين الثقافتين لارتباط الطرفين على مستويات عديدة، على أساس أن يتم عرضه في معرض فرنكفورت للكتاب العام المقبل “