سكينة المهتدي – الرباط
قال الخبير العلاقات الدولية، حسن بلوان، تعليقا على البروباغاندا التي يروج لها الإعلام الفرنسي، فيما يتعلق برفض المغرب تقديم المساعدات لضحايا الزلزال، إنه “لابد من الاشارة الى حجم التعاطف الدولي مع المغرب؛ الذي يفسر المكانة التي تحظى بها المملكة بين جميع دول العالم خاصة في دول الخليج والاتحاد الاوربي”.
وأضاف المتحدث في تصريح لـ”24ساعة” قائلا : الى جانب السلطات الفرنسية يوجد ما يزيد عن 70 دولة أخرى عرضت مساعدتها رسميا وتنتظر الضوء الاخضر من السلطات الرسمية المغربية؛ التي تثمن هذا التعاطف وتقدر هذه المبادرات وستقرر الاستجابة إلى ذلك حسب الحاجة والنجاعة والتنسيق الميداني”.
وفي السياق نفسه أكد بلوان أستاذ العلاقات الدولية، أن المغرب لا يرفض المساعدات كما تروج لذلك بعض الاوساط الفرنسية، وفق تعبيره، “وانما المقاربة التنظيمية الانتقائية تفرض نفسها في مثل هذه الكوارث ذات الطبيعة الخاصة وهذا حق سيادي مكفول للدولة المغربية”.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن البروباغندا الاعلامية الفرنسية التي تروج لرفض المغرب استقبال المساعدات الفرنسية والادعاء بقصور الجهود المغربية يبين أن فرنسا الماكرونية لم تستوعب بعد تغير موازين العلاقات الجيواقليمية التي توجد في صلبها المملكة المغربية، على حد قوله.
واسترسل الخبير، “إن تبني بعض الاوساط الفرنسية لمقاربة “انا اولا” والأحقية والاولوية لفرنسا للتحرك في المغرب هي مقاربة خاطئة تجاوزها الزمن ولا تنسجم مع التحولات الاقليمية، كما انها لا تستقيم في اوقات المحن والشدائد خاصة وان المغرب يعيش كارثة القرن بعد الزلزال المدمر “.
وفي الاخير لفت بلوان، إلى أن المملكة المغربية تقدر جهود جميع الدول الصديقة والشريكة بما فيها فرنسا، لكن طبيعة المناطق الجبلية الوعرة المنكوبة تقتضي تبني المقاربة الانتقائية وتنظيم وتنسيق جهود فرق الانقاد التي اقتصرت فقط كمرحلة اولى على اربع دول (الامارات، قطر، اسبانيا، ابريطانيا)، موضحا أنه لازال المجال مفتوحا لباقي المبادرات الانسانية القادمة من فرنسا.
يذكر أنه بعد الزلزال الكارثي الذي ضرب إقليم الحوز، متسببًا في خسائر بشرية ومادية هائلة، تقدمت مجموعة من الدول بعروض مساعدات للمغرب.وقد أظهرت عواصم مختلفة حول العالم استعدادها لإرسال مساعدات عاجلة إلى الرباط للمساهمة في تخطي هذه الأزمة.
وحسب بلاغ صادر عن وزارة الداخلية، اتخذت المملكة قرارًا استنادًا إلى تقييم دقيق لاحتياجاتها، بقبول الدعم من دول مثل الإمارات، إسبانيا، المملكة المتحدة، وقطر. وعبر ملك محمد السادس عن شكره الخالص لهذه البلدان الصديقة والشقيقة؛ التي أظهرت تضامنها مع الشعب المغربي في هذه الظروف الاستثنائية.
بالمقابل أثار إعلان السلطات في المغرب، ليلة الأحد، موافقتها على تلقي المساعدات من أربع دول فقط، ردود فعل غاضبة بدت معالمها واضحة في الإعلام الفرنسي؛ إذ اعتبر هذا الأخير أن عدم موافقة الرباط على تلقي الدعم من باريس مؤشرا آخر إلى استمرار الأزمة الصامتة التي تخيم على العلاقات بين البلدين.