24 ساعة-متابعة
في ظل التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المملكة مؤخرا، يتساءل الكثيرون عن تأثير هذه الأمطار على أسعار المواد الغذائية، خاصة في شهر رمضان المبارك.
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير الاقتصادي زاهر بدر الأزرق أن تأثير هذه التساقطات على الأسعار لن يكون آنيا، بل يحتاج إلى وقت ليتجلى بشكل واضح.
وأكد الأزرق في تصريحه لـ”24 ساعة”، أن التساقطات المطرية الأخيرة لن يكون لها تأثير فوري على انخفاض أو ارتفاع الأسعار، وذلك لأن التضخم الحالي نتج عن عوامل متعددة، بعضها داخلي والآخر خارجي.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار ليس مرتبطا فقط بالجفاف، بل أيضا بارتفاع أسعار المحروقات وزيادة تكاليف المواد المستوردة من الخارج، لذلك، فإن مسألة ارتفاع الأسعار أو انخفاضها ترتبط بمعطيات خارجية وداخلية معقدة، بما في ذلك الظروف المناخية وأوضاع الأسواق العالمية.
وأضاف الأزرق أن استقرار الأسعار في الوقت الحالي قد يكون مرتبطا بوفرة العرض، خاصة بالنسبة للخضروات والمنتجات التي تشهد إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان.
ومع ذلك، أكد أن هذا الاستقرار ليس نتيجة مباشرة للتساقطات المطرية الأخيرة، بل هو مرتبط بعوامل أخرى مثل توقيت التسويق وزيادة الإنتاج المحلي.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن تأثير التساقطات المطرية على الإنتاج الزراعي والأسعار لن يظهر قبل مرور ثلاثة أشهر على الأقل، حيث تحتاج المحاصيل إلى وقت لتنمو وتصل إلى مرحلة الحصاد.
وبالتالي، فإن الحديث عن وفرة في الإنتاج وانعكاساتها على الأسعار سيكون ممكنا فقط بعد هذه الفترة، خاصة إذا استمرت الظروف المناخية الإيجابية.
ومن جهة أخرى، أشار الأزرق إلى أن ارتفاع الأسعار في قطاعات مثل اللحوم الحمراء والدواجن لا يرتبط بشكل مباشر بالتساقطات المطرية، بل هو نتيجة لأزمة بنيوية يعاني منها القطاع الزراعي، بالإضافة إلى تأثير الجفاف السابق وارتفاع أسعار المواد المستوردة.
وأكد أن معالجة التضخم تتطلب العمل على عدة مستويات، بما في ذلك تحسين الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
ويرى الخبير الاقتصادي أن التساقطات المطرية الأخيرة تشكل بارقة أمل لتحسين الإنتاج الزراعي على المدى المتوسط، أما بالنسبة للحوم الحمراء والدواجن، فإنها غير مرتبطة أساسا بالتساقطات بقدر ما هي مرتبطة بالأزمة البنيوية والجفاف وكذلك بالأسواق الخارجية.