24 ساعة-متابعة
أكد بكاري سامبي المدير الإقليمي لمعهد تومبكتو للأبحاث بدكار، أن نموذج التنمية الناجح في الأقاليم الجنوبية للمملكة بقيادة الملك محمد السادس “يجب أن يلهم العديد من البلدان في القارة الأفريقية التي لا تزال تواجه مشاكل عدم المساواة الترابية”.
وأضاف سامبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بالنسبة للمحللين فإن خطاب جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، هو إعادة التأكيد على المواقف الثابتة للمغرب، الذي يعتبر باستقراره الاستثنائي في إفريقيا، دولة عريقة تعود جذورها لأكثر من اثني عشر قرنا.
وأشار الخبير السياسي السنغالي وهو أستاذ باحث في جامعة غاستون بيرغر في سانت لويس (شمال السنغال) ومؤلف كتاب “السياسة الأفريقية للمغرب، 2011″ ، إلى أن خطاب جلالة الملك ”يندرج في إطار الديناميكية العامة لقارة إفريقية تعيد تأكيد سيادتها، دون استثناء الشراكات العادلة والمربحة للجميع”.
وأشار الى أن هذا الخطاب “سيكون له صدى كبير في جميع أنحاء إفريقيا في السياق الجيوسياسي الحالي”، مضيفا أن جلالة الملك “على دراية تامة بالواقع الجيوسياسي الجديد، وهو الذي قام منذ توليه العرش بمصالحة المغرب مع ماضيه الأفريقي بشكل كامل ومتكامل“.
وأبرز أن هذه المقاربة الملكية تقوم على إحياء العلاقات المتجذرة والراسخة وتأكيد الإرادة في مستقبل إفريقي يتم بناؤه بالاشتراك مع نظرائه الأفارقة، وهو ما أكسب المغرب أيضا نجاحات دبلوماسية لا يمكن إنكارها، ولا سيما في ما يتعلق باحترام وحدة أراضيه ومغربية صحرائه، حتى بين أولئك الذين كانوا من بين أكثر المتشككين، والذين ما زالوا يترددون أمام هذا المعطى التاريخي الثابت.
وأشار سامبا من جهة أخرى إلى أن نموذج التنمية الترابية “الناجح تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس في الأقاليم الجنوبية يجب أن يلهم العديد من دول القارة التي لا تزال تواجه مشاكل عدم المساواة الترابية”، مشيرا إلى أن الموقع الاستراتيجي لميناء الداخلة على سبيل المثال “سيعزز التبادلات الاقتصادية بشكل كامل مع تأثير شامل في جميع دول المنطقة بما أن هذا المشروع سيساهم في ربط أكثر للاقتصاد العالمي”.
وأكد “أن هذا الموقف الثابت هو ما يعزز أيضا تطور التعاون بين بلدان الجنوب، وأكسب المغرب مكانته التي لا جدال فيها ضمن الأمم، وكذلك شبكة علاقاتها الواسعة والمكثفة، ما يجعل منه بلدا جذيرا بالثقة وذا مصداقية قوية على المستويين الإقليمي والدولي.