24ساعة-متابعة
في سياق التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها القارة الإفريقية، برز المغرب كقوة فاعلة تتجاوز حدود الدور الإقليمي التقليدي، ليصبح، بحسب خبراء عسكريين واستراتيجيين، دولة فوق إقليمية تشكل مركز ثقل استراتيجي جديد في إفريقيا. هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة رؤية ملكية طموحة، وسياسات استباقية، وإنجازات ملموسة في عدة مجالات، جعلت من المملكة المغربية لاعباً محورياً على الساحة القارية والدولية.
من دولة إقليمية إلى قوة فوق إقليمية
يشير مصطلح “الدولة فوق الإقليمية” إلى قدرة الدولة على التأثير خارج حدودها الجغرافية المباشرة، من خلال القوة الدبلوماسية، الاقتصادية، العسكرية، والثقافية. المغرب، بفضل سياساته المنفتحة ومبادراته الاستراتيجية، نجح في تجاوز دوره كدولة إقليمية في شمال إفريقيا، ليصبح قوة تجمع بين النفوذ السياسي والاقتصادي في القارة بأكملها. هذا التحول يعكس رؤية جلالة الملك محمد السادس، التي جعلت من إفريقيا أولوية استراتيجية، مع تركيز على التعاون جنوب-جنوب كمحرك للتنمية المستدامة.
خبير عسكري : المغرب لم يعد دولة إقليمية ، بل دولة فوق إقليمية ، وهو مركز الثقل الاستراتيجي الجديد في إفريقيا. pic.twitter.com/Wc1YjbCLbe
— Mahdi Baladi (@MahdiBaladi1) April 25, 2025
الدبلوماسية المغربية: قوة ناعمة فاعلة
على الصعيد الدبلوماسي، عزز المغرب مكانته كوسيط موثوق وشريك استراتيجي في إفريقيا. عودته إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017 كانت نقطة تحول، حيث أسهمت في تعزيز حضوره في القرار القاري. كما دعمت المملكة قضايا الاستقرار والتنمية في المنطقة. من خلال مبادرات مثل دعم الحلول السلمية للنزاعات. وتعزيز التعاون الأمني لمواجهة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. هذا الدور القيادي جعل المغرب مرجعاً في العديد من القضايا الإفريقية، سواء في إطار الأمم المتحدة أو المنظمات الإقليمية.
القوة العسكرية والأمنية: دعامة الاستقرار
من الناحية العسكرية، أشار الخبير العسكري إلى أن المغرب بات يمتلك جيشاً حديثاً ومجهزاً، قادراً على لعب أدوار متقدمة في حفظ الأمن والاستقرار. استثمارات المملكة في تطوير قدراتها العسكرية. بما في ذلك الصناعات الدفاعية المحلية والشراكات الدولية. عززت من مكانتها كقوة عسكرية رائدة. كما أن مشاركة المغرب في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتدريبات العسكرية المشتركة مع دول إفريقية وغربية، تعكس دوره كشريك موثوق في تعزيز الأمن القاري.
الاقتصاد: محرك النفوذ الإفريقي
اقتصادياً، يشكل المغرب نموذجاً للتنمية في إفريقيا، حيث نجح في بناء اقتصاد متنوع ومفتوح. مبادرات مثل الميناء الأطلسي في الداخلة، وتطوير البنية التحتية في الأقاليم الجنوبية، جعلت من المغرب بوابة اقتصادية نحو إفريقيا. كما أن الاستثمارات المغربية في قطاعات البنوك، الاتصالات. والطاقة المتجددة في دول إفريقيا جنوب الصحراء، عززت من دوره كمركز اقتصادي يربط بين شمال وجنوب القارة. هذه الجهود تجسدت أيضاً في مشاريع ضخمة مثل أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، الذي يهدف إلى تعزيز الأمن الطاقي في غرب إفريقيا.
الأقاليم الجنوبية: محور الاستراتيجية الإفريقية
تكتسي الأقاليم الجنوبية للمغرب أهمية استراتيجية كبيرة في ترسيخ مكانته كمركز ثقل إفريقي. بفضل التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها هذه المناطق، أصبحت الداخلة والعيون مراكز جذب للاستثمارات الأجنبية ومنصات للتعاون الدولي. دعم العديد من الدول لمغربية الصحراء، إلى جانب فتح قنصليات في هذه الأقاليم، يعكس الاعتراف الدولي بسيادة المغرب وسطوته الاستراتيجية.
ار.