24 ساعة-متابعة
تشهد بلادنا، على غرار عدد من مناطق العالم، موجات حرارة مرتفعة وغير اعتيادية، ما يستدعي اتخاذ احتياطات صحية صارمة لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تطال مختلف فئات المجتمع، خصوصا المسنين والأطفال والفئات ذات الهشاشة الصحية.
في هذا السياق، دعا الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إلى التعامل بجدية بالغة مع هذه الظاهرة المناخية، مؤكدا أن موجات الحر الشديدة قد تفضي، في غياب سلوك وقائي فعال، إلى مشاكل صحية قد تصل إلى الوفاة، بسبب اجتفاف الجسم أو ما يعرف بضربة الحرارة، أو نتيجة تفاعل العاملين معا.
وأوضح الدكتور حمضي أن الأعراض الأولية التي قد تنذر بخطر الإصابة تشمل العياء والدوار والعطش الشديد، إضافة إلى ألم الرأس، وتشنجات عضلية، وغثيان، وقيء، وإسهال، بل وقد تتطور الأمور إلى حد الهذيان أو فقدان الوعي.
وأكد المتحدث، أن الانتظار إلى حين ظهور هذه الأعراض الخطيرة يعد مجازفة غير مقبولة، داعيا جميع المواطنين إلى اتباع إرشادات وقائية قبل أن تتفاقم الحالة الصحية للفرد.
ومن بين أهم التوصيات التي قدمها الدكتور حمضي، ضرورة شرب الماء والسوائل بشكل منتظم ومتكرر، حتى دون الإحساس بالعطش، مع تنويع مصادر السوائل لتشمل العصائر الطبيعية والشوربات، فضلا عن الفواكه والخضروات، بهدف تعويض الجسم عن الأملاح المعدنية التي يفقدها بفعل التعرق. كما شدد على أهمية تجنب المشروبات المنبهة كالشاي والقهوة، والمشروبات السكرية التي قد تسهم في تسريع اجتفاف الجسم.
وأشار الدكتور حمضي إلى أهمية التبريد المنتظم للجسم، لا سيما لدى الفئات الهشة، وذلك عبر أخذ “دوش” رشاش عدة مرات في اليوم، أو تبليل الوجه والأطراف والجذع بالماء البارد، ثم تعريضها لهواء المروحة الكهربائية أو اليدوية. كما نصح بتناول وجبات خفيفة على فترات متعددة خلال اليوم، تتركز على الخضر والفواكه التي تزود الجسم بالماء والفيتامينات دون إثقال الجهاز الهضمي.
وللوقاية داخل المنازل، أوصى المختص بإبقاء النوافذ مغلقة خلال النهار لمنع تسرب الحرارة إلى الداخل، مع الحرص على فتحها ليلا وفي الساعات الأولى من الصباح لخلق تيار هوائي بارد، مع تشغيل المكيفات أو المروحيات الهوائية، خاصة بعد تبليل الجسم، إن توفرت الإمكانيات.
أما بخصوص التنقلات اليومية، فقد شدد على ضرورة تجنب الخروج خلال الفترات التي تعرف ذروة في درجات الحرارة، أي من الساعة 11 صباحا إلى التاسعة مساء، إلا عند الضرورة القصوى، وفي هذه الحالة يجب ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة وفاتحة اللون، واستعمال قبعة كبيرة لحماية الرأس، مع تجنب أي مجهود بدني.
وحذر الدكتور حمضي من ترك الأطفال أو كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة بمفردهم داخل السيارات، لما يشكله ذلك من خطر بالغ قد يؤدي إلى الوفاة في ظرف وجيز بسبب الارتفاع السريع في درجات الحرارة داخل المركبة.
أما فيما يخص المؤسسات الاستشفائية ومراكز إيواء المسنين، أوصى الدكتور على ضرورة توفير مكيفات هوائية داخل الغرف، أو على الأقل تخصيص قاعة مكيفة يتناوب عليها النزلاء لبضع ساعات يوميا، بهدف تفادي الإجهاد الحراري.
وخلص حمضي إلى التأكيد على أن موجات الحر أصبحت معطى مناخيا متكررا يستدعي تكييف السلوك اليومي للأفراد، وتعبئة جماعية لتفادي الخسائر الصحية، خصوصا في صفوف الفئات الأكثر هشاشة