24 ساعة – متابعة
قال الخبير المغربي، عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أنه من الناحية العلمية هناك أملا للمغرب للخروج المغرب من الأزمة الصحية قريبا، سيما بعد استقراء المعطيات الجينومية وتطوير عقار “مولنوبيرافير”، وظهور المفهوم الجديد لـ “المنظومة الصحية المرنة” لدينا حالة جينومية مستقرة تدعم القراءة الوبائية.
وافتتح الإبراهيمي تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، بأنه هناك أمل كبير في ثنايا استقراء الجينوميات و تطوير “مولنوبيرافير”، مضيفا أنه في “البداية يجب أن نقف وقفة إجلال لكل المغاربة و ننوه بتضحياتهم خلال جائحة الكوفيد، من الانضباط للحجر و تحمل تقتير القيود و تنغيص في اللقمة و العيش و الأدهى و الأمر فقدان الأحبة و عجز المرض لأيام، و لكن الحمد لله، ها نحن نعود تدريجيا للحياة.
وأوضح أن المغرب يربح تنافسية اقتصادية كبيرة بنسبة نمو تفوق الخمسة بالمئة، أملا أن يتم الاعتناء ببعض القطاعات التي لازالت متضررة، مذكرا بالخصوص لا الحصر القطاعات المقرونة بالسياحة و التي مازلت تئن تحت وطأة الجائحة و بعض القيود و التي نتمنى أن يرفعها مدبرو الأمر العمومي قريبا، و لكن يبقى السؤال المطروح هو متى نخرج نهائيا من الأزمة.
وزاد قائلا “وفي هذا الإطار أنشأ مختبرنا قاعدة بيانات جمع فيها قرابة مليونين من جينومات كورونا حول العالم، والتي تمكن كل باحث حول العالم من تحليل التغيرات الجينومية والطفرات حول العالم، ويمكنكم الاطلاع عليها من خلال الرابط التالي:
http://idbsv.medbiotech-lab.ma/
وأضاف إبراهيمي رغم ما يعتقده الكثيرون في كون فيروس كورونا غير مستقر من الناحية الجينومية و الجينية … فالمعطيات تنحو غير ذلك، فرغم الملايين من الطفرات و المئات من السلالات إلا أنه لحد الان لا توجد إلا أربعة “سلالات مثيرة للقلق” (VOC) ذات تأثير كبير على الحالة الوبائية و أخرها السائدة حاليا دلتا، قرائتنا للمعطيات تخلص إلى ظهور متحور خطير بوتيرة كل ثلاثة أو أربع أشهر… و هذا لا يقارن بتحور فيروسات أخرى… لهذا وجب استغلال هذه الفترة مابين الموجتين لجعل أزمة دلتا أخر موجة مؤثرة على منظومتنا الصحية بمشيئة الله… على أمل أن تصمد منظومتنا الصحية، و التي يجب أن تصبح “مرنة” في وجه أي موجة أخرى… و لا سيما كذلك بعد تطوير دواء جديد من طرف شركة “ميرك” يمكن من علاج الكوفيد…
واعتبر عضو اللجنة العلمية للتلقيح أن عقار ”مولنوبيرافير“ ضد كورونا يبعث كثيرا من الأمل، إذ سيساعد هذا الدواء على تغيير مقاربتنا العلاجية من استعمال البروتوكولات إلى استعمال عقار طور خصيصا ضد الكوفيد، لاسيما أنه بالإمكان تناول العقار في المنزل و عن طريق الفم.
وأبرز المتحدث أن هذا العقار أبان عن فعالية كبيرة في تجربة المرحلة الثالثة التي شملت أشخاًصا مصابين بفيروس كورونا، فقد ساهم ”مولنوبيرافير“ في ارتفاع معدلات الشفاء من فيروس كورونا بنسبة 50 بالمائة وانخفاض عدد الوفيات بنسبة 50 في المئة كذلك بين المرضى المصابين، بل أكثر من ذلك، فلم تسجل أي حالة وفاة بين الأشخاص الذين تلقوا العقار في التجربة السريرية.
واعتبر إبراهيمي أن الترخيص لهذا العقار سيجعل علاج المرضى في وقت مبكر من العدوى أسهل بكثير وأكثر فعالية، وسيمنع الازدحام في المستشفيات والضغط على المنظومة الصحية.
وأكد في هذا السياق على ضرورة الإبقاء على المقاربة الاستباقية، عبر الترخيص لهذا الدواء في أول فرصة ممكنة و ذلك من طرف مديرية الأدوية والصيدلة، ثم محاولة عقد اتفاقيات مع الشركة المنتجة للعقار لتمكين المغاربة منه في حالة الإصابة.
وخلص إبراهيمي إلى التأكيد على أن القرن 21 سيكون قرن أزمات صحية، ويجب أن نقبل المفهوم الجديد ل“المنظومة الصحية المرنة“، التي تتمكن من ”التمدد“ بمرونة بتعبئة الموارد البشرية و الإيوائية في مواجهة الأزمة، دون الإضرار أو المس بعناية المرضى الآخرين.