يوسف المرزوقي- الرباط
شكل امتناع تونس؛ إلى جانب روسيا؛ اليوم الجمعة، عن التصويت على القرار الأممي رقم 21/ 2602؛ مفاجئة غير متوقعة لدى الكثيرين من المراقبين.
إلا أن خلفيات محددة؛ وفق الخبير في ملف الصحراء؛ نوفل بعمري؛ كانت وراء ذلك الإمتناع، مشيرا إلى أن الموقف التونسي له مبرراته بـ”حكم وجودها بين كماشتين، كماشة الجزائر المستعدة للقيام بكل شيئ من أجل زرع الاضطراب في المنطقة، و كماشة ليبيا التي تسعى لبناء دولة ليبية….”.
وأوضح أن تونس تتواجد في وضع ”سياسي و أمني جد مضطرب قد يكون ساهم في الإعلان عن هذا الموقف، أي الامتناع عن التصويت، وهو حياد يجنب تونس “غضب” نظام جزائري أرعن مستعد للقيام بكل شيء من أجل نسف أي تقدم في المنطقة”.
وأشار بعمري إلى أن تونس تعيش على وقع ”اضطرابات داخلية كبيرة، مؤسساتية وسياسية أضف لذلك الضغط الأوروبي والأمريكي الأخير عليها من أجل عودة الحياة الديموقراطية بهذا البلد”.
وشدد على ”أننا أمام بلد هش سياسيا، ومؤسساته غير موجودة بعد حلها من طرف الرئيس التونسي قيس السعيد،وهو ما يضعف هذا البلد خارجيا ويجعله غير قادر على الإعلان عن مواقف واضحة من العديد من النزاعات منها نزاع الصحراء المفتعل”.
وقال إن ”الوضع الداخلي الهش لتونس انعكس على موقفها السياسي الخارجي،و هو تموقع يجعل تونس خارج أجندة المنطقة ويعزلها للأسف عن الإجماع العربي الداعم للمغرب”.