إعداد- زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة العاشرة
خديجة المرضي هي واحدة من أبرز الأسماء في عالم الملاكمة النسائية بالمغرب، وقد استطاعت بفضل عزيمتها وإصرارها أن تضع بصمتها في هذه الرياضة التي يسيطر عليها الرجال في معظم الأحيان، وتعد من الأبطال الذين رفعوا راية الملاكمة المغربية في الساحة الدولية، باعتبارها أول امرأة إفريقية وعربية تتوج ببطولة العالم للملاكمة في وزن أكثر من 81 كيلوغرامًا.
ولدت خديجة المرضي في 1 فبراير 1991 بمدينة الدار البيضاء، وتحديدا في حي سيدي عثمان، بينما يعود أصلها إلى بلدية محاميد الغزلان بإقليم زاكورة، نشأت في أسرة رياضية، مما ساعدها على دخول عالم الملاكمة، حيث بدأت مسيرتها في جمعية الشاوي للملاكمة تحت إشراف مصطفى ويسوم، الرئيس السابق للاتحاد الملكي المغربي للملاكمة.
خاضت خديجة المرضي تجربة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، حيث وصلت إلى دور ربع النهائي قبل أن تودع المنافسة، واصلت تألقها على الساحة القارية، حيث حققت الميدالية الذهبية في الألعاب الإفريقية 2019 التي أقيمت في الرباط ضمن فئة وزن أقل من 75 كلغ، كما أحرزت الميدالية البرونزية في بطولة العالم 2019، ثم عززت سجلها بالميدالية الفضية في بطولة العالم التي استضافتها إسطنبول في الفترة ما بين 6 و21 ماي 2022.
وفي إنجاز غير مسبوق، كتبت المرضي التاريخ بعدما أصبحت أول ملاكمة عربية وإفريقية تتوج بلقب بطولة العالم، ما جعلها مصدر فخر للمغرب وللملاكمة النسائية في القارة السمراء والعالم العربي.
شكلت وفاة والدة خديجة المرضي أثناء تشجيعها لها من المدرجات خلال إحدى مباريات كأس محمد السادس بمدينة مراكش عام 2014 لحظة صادمة ومؤثرة في حياتها، إذ تركت في قلبها حزنا عميقا تحول مع الوقت إلى دافع قوي وإصرار كبير لتحقيق حلم والدتها باعتلاء منصات التتويج.
ورغم الألم الذي خلفه هذا الحدث الأليم، رفضت المرضي الانسحاب من البطولة، وأصرت على استكمال جميع نزالاتها، لتنجح في تحقيق الميدالية الذهبية.
وإلى جانب كونها بطلة عالمية في رياضة الملاكمة فإن المرضي أم لـ 3 بنات تبلغ أصغرهن من العمر سنة ونصف، حيث تحاول الموازنة بين مسارها الرياضي ومسؤولياتها الأسرية.
خديجة المرضي هي واحدة من أبرز الأسماء في عالم الملاكمة النسائية بالمغرب، وقد استطاعت بفضل عزيمتها وإصرارها أن تضع بصمتها في هذه الرياضة التي يسيطر عليها الرجال في معظم الأحيان، تعتبر خديجة من الأبطال الذين رفعوا راية الملاكمة المغربية في الساحة الدولية، وتمكنت من تحقيق إنجازات هامة جعلت اسمها يتردد بين أبطال الملاكمة في مختلف أنحاء العالم.
لم تكن خديجة المرضي لتصل إلى هذا النجاح بسهولة، حيث واجهت صعوبات عدة في طريقها، بداية من عدم وجود الدعم الكافي للملاكمة النسائية في المغرب، مرورا بالتحديات المجتمعية التي كانت ترى في الرياضة وخاصة الملاكمة مجالا غير ملائم للمرأة، لكنها بفضل إرادتها الصلبة، استطاعت التغلب على كل هذه العقبات.