24 ساعة-متابعة
تواجه عدد من المؤسسات الاستشفائية العمومية بالمغرب أزمة حادة بسبب النقص الكبير في أطباء التخدير والإنعاش، ما أدى إلى تأجيل العديد من العمليات الجراحية أو الاستعانة بممرضين في مهام تُفترض أن يقوم بها أطباء متخصصون، في تجاوز مثير للقلق يهدد جودة الخدمات الطبية وسلامة المرضى.
ووفق ما أوردته يومية “الأحداث المغربية” في عددها ليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، فإن المادة السادسة من القانون رقم 34.13 المنظم لمهن التمريض تتيح للممرض المختص في التخدير القيام بمهام محددة، لكن تحت إشراف ومراقبة مباشرة من طرف طبيب مختص، وهو ما لا يتوفر غالباً في الواقع بسبب الخصاص المهول في العنصر البشري.
وتشير دراسة حديثة إلى أن عدد أطباء التخدير والإنعاش في المغرب لا يتجاوز 200 طبيب، بمعدل طبيب واحد فقط لكل 100 ألف نسمة، وهي نسبة أقل بكثير من المعايير التي توصي بها منظمة الصحة العالمية والتي تُحدد الحد الأدنى في 6 أطباء لكل 100 ألف نسمة، مع الهدف المنشود بالوصول إلى 20 طبيباً بحلول سنة 2030.
ويتفاقم هذا الخصاص أكثر بسبب التركيز الجغرافي للأطباء، حيث يتمركز 70% منهم بين الرباط والدار البيضاء، بمعدل 3 أطباء لكل 100 ألف نسمة، فيما لا يتبقى لباقي جهات المملكة سوى نحو 100 طبيب، ما يعادل 0.4 طبيب فقط لنفس المعدل.
ويستلزم تكوين طبيب التخدير والإنعاش ما لا يقل عن 12 سنة من التكوين، تشمل 7 سنوات للحصول على الدكتوراه في الطب العام، و5 سنوات إضافية للتخصص، ما يزيد من صعوبة تغطية هذا النقص على المدى القريب، خصوصاً مع مغادرة عدد من الكفاءات الطبية البلاد نحو أسواق دولية أكثر جاذبية.
وتدق هذه المعطيات ناقوس الخطر حول مستقبل التغطية الصحية في المغرب، وتدعو إلى التعجيل بوضع خطة وطنية شاملة لتكوين واستقطاب الأطباء المتخصصين في هذا المجال الحيوي.