24 ساعة ـ متابعة
كشف منتدى دعم الحكم الذاتي في تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، وقائع الاقتتال بين القيادات الانفصالية بسبب إعلان البعض منهم عن دعمهم لمخطط الحكم الذاتي المغربي.
وأبرز المنتدى، أنه “منذ مدة ننشر تنبيهات عائلات بمخيمات تندوف حول وفيات غامضة شملت عددا من المسؤولين بجبهة البوليساريو، منهم عسكريون ومدنيون، يجمع بينهم جميعا رابط واحد لا غير ، وهو الوقوف ضد القرار الأحادي لجبهة البوليساريو بوقف إطلاق النار ، والعودة لما تسميه باطلا الكفاح المسلح”.
وأوضح “فورساتين”، أن وفاة أحد القياديين البارزين اليوم، المدعو “النعمة الجماني”، أعاد ملف التصفيات الى الواجهة، لينضم الفقيد الى سلسلة المعنيين بجرائم الاغتيال التي تقودها عصابة قيادة البوليساريو ضد من يعارضها”.
وتابع المنتدى الحقوقي، أن “النعمة الجماني دعا قادة البوليساريو الى الرضوخ للأمر الواقع، والتنحي عن السلطة، وترك الصحراويين يختارون مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن الجزائر والبوليساريو، الأمر الذي تسبب في سجال وخصومة واضحة بينه وبين رفاقه، ليتطور في إحدى الجلسات الى تصريح الفقيد بدعمه للحكم الذاتي كخيار واضح ومطروح على الطاولة، بدل تتبع الوهم والسراب”.
وحسب المنتدى، فقد دعا الجماني، إلى “كلمة سواء تجمع شمل الصحراويين تحت غطاء خيمة واحدة، مستشهدا بأوضاع الصحراويين بالمغرب، وخاصة بالأقاليم الجنوبية الصحراوية، وما يعيشه الاقارب والمعارف من حرية واستقرار وأمن”.
وأكد المصدر ذاته، أنه “مباشرة بعد هذه الجلسة تغير حال الفقيد، بعدما تغير التعامل معه من طرف الرفاق، وأصبح معزولا وممنوعا من التجمعات الكبرى والاجتماعات المصيرية، لكنه استمر في اللقاءات الفردية مع بعض القادة، وكان لا يتوانى عن التصريح بأفكاره أمامهم دون حرج، من هنا تفطنت القيادة لضرورة إسكاته بأي ثمن”.
وبعدها، يؤكد المنتدى، شهدت الحالة الصحية للجماني تدهورا غير منطقي، ويعاني من وعكات غير مفهومة، تزامنت ومنعه من حضور المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو، رغم تواجده بمخيم الداخلة حيث عقد المؤتمر، وبعد مدة تهاوى جسده بشكل سريع ليتم نقله الى الديار الاسبانية، وهناك أخبر الطاقم الطبي عائلته، بأن حالته متقدمة، ويعاني من توقف تام لكامل وظائف جسمه، وبأنه لن يتجاوز 10 ايام كحد اقصى ليفارق الحياة”.
وسجل المنتدى أن الجماني “من الرجال الذين راجعوا أفكارهم قبل لقاء ربهم، وقرروا في نهاية حياتهم قول الحقيقة رغم كلفتها الثقيلة التي أودت بحياتهم، لينضافوا الى مئات الرجال الذين قضوا على يد عصابات البوليساريو ومجرميها بين قتيل وسجين ومغدور ومشرد ومجنون، والأكيد أن قافلة المناضلين لن تتوقف، وسيلتحق بها آخرون، وسيستيقظ على صبحها نائمون، وسيستنير بها تائهون، لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه”.