محمد أسوار- الرباط
تحولت ندوة فكرية من المفترض أن تعقد؛ صباح اليوم الجمعة 02 شتنبر الجاري؛ حول موضوع ”مقاربة جديدة لمغاربة العالم لنصرة القضية الوطنية بالخارج”، وسط مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالعاصمة الرباط (تحولت)، إلى خلافات عميقة في الرؤى بين المشاركين في ذات الندوة.
المستثمر المغربي بالديار الإيطالية، عزيز وهبي، الذي بدأ متوترا، لم يستسغ أن تقاطعه الفاعلة الحقوقية زينبة بنحمو، وهو يتحدث منفعلا؛ قبل أن تزيد حدة غضبه حين قالت بنحمو ”يجب أن نستغل الخطاب الملكي”، ليرد عليها ”حنا متنستغلوش تا حاجة”، تم عادت لتوضح أنها لم تقصد ”استغلال”، ليدخلا الطرفين معا في جدال حاد، خلق فوضى عارمة داخل القاعة، حينها بدأ الجميع في الكلام دفعة واحدة.
كما أن مغادرة المصورين الصحفيين للقاعة، دون حضور الندوة، أثار حفيظة وهبي رئيس جمعية ”جذور’‘، وقال ”فين هادوك 30 موقع اللي كانوا.. فين المسير ( يقصد رئيس الندوة زبير الذي غادر بدوره القاعة لإجراء مكالمة هاتفية”، قبل أن ينسحب منصرفا ويتبعه آخرون دون أن تكتمل الندوة ويأخذ باقي المتدخلين كلماتهم.
وبدأ وهبي حديثه بمهاجمة أخنوش وهدد، ضمن تصريح خص به ”24 ساعة”، بتنفيذ شكل احتجاجي أمام مقر الحكومة من ”أجل نزع مكتسبنا وحقوقنا”.
ووجه لوما حادا وانتقادا للحكومة، نظرا لما وصفه ”عدم تجاوبها الصريح والواضح مع الخطاب الملكي”، فيما يتعلق بقضايا الجالية، وتم عقد اجتماع وزاري في هذا الأمر؛ وفق تعبيره؛ دون ”استشارتنا كفاعلين سنوات ونحن نضحي ونناضل”.
وبدأت الندوة؛ التي لم تتم؛ بشكل عادي بكلمة ألقاها علي زبير؛ رئيس المرصد الأوروبي المغربي للهجرة، الذي شدد في معرض حديثه أنها تأتي في سياق خطاب الملك محمد السادس الأخير، والذي خصص فيه حصة الأسد (أكثر من 60 في المائة) من خطابه للحديث عن مغاربة الخارج؛ حسب زبير.
وأضاف أن الجالية المغربية مهمة جدا في خدمة الصالح العام، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا، ومن بين هذه المصالح التي تخدمها الجالية هي القضية الأولى القضية الوطنية.
كما تطرق المتحدث إلى الموقف الأخير لرئيس الحكومة التونسية، قيس سعيد، باستقباله لزعيم جبهة ”البوليساريو” الانفصالية، مبرزا في هذا الصدد أن ” الأمر كان مبيتا، حيث سبقه اجتماع قرطاج الذي حصل فيه قيس سعيد على مبالغ هائلة بلغت 300 مليون دولار”.
وأشار في هذا الصدد أيضا إلى أن الرئيس التونسي يسعى إلى ولاية أخرى، وكلها مصالح مشتركة بينه وبين الجزائر دفعته نحو استقبال إبراهيم غالي استقبال الرؤساء.
واستعرض زبير بعض التكتلات العالمية التي باتت تقع في العالم، وكيف أن فرنسا باتت قائد أوروبا بعد تراجع دور ألمانيا، مشيرا إلى أن الجزائر تبحث عن شرعيتها في ظل هذه المتغيرات، وهو ما فرض تقاربا بينهما.
في سياق متصل؛ قال إن مغاربة العالم، ومن خلال توجيهات الملك في خطاب ثورة الملك والشعب؛ في حاجة على الدعم المادي من أجل خدمة قضايا بلدهم المغرب.
وانتقد زبير حكومة أخنوش، حين أكد أنها ”فشلت بشكل كبير”، في قضية الجالية المغربية، وذلك لعدم وجود وزير السياسات العمومية لمغاربة العالم؛ إلا أن صاحب الجلالة أدرك الأمر في خطابه الأخير”، مطالبا المسؤولين بإدماجهم في جميع القضايا التي تهم المغرب، داعيا إياهم بالجلوس معهم إلى طاولة الحوار.
بعدها شددت الناشطة الحقوقية المهتمة بقضايا الهجرة؛ زينبة بن حمو؛ في كلمة لها، على ضرورة دعم الجالية كما أكد ذلك خطاب الملك محمد السادس حول مغاربة العالم، مبرزة على أن ذات الخطاب أعطى أرضية للاشتغال وهي فرصة يجب انتهازها.
وأكدت أن القضية الوطنية تعد من أولوية مغاربة العالم و”هم يضحون بالغالي والنفيس وأحيانا يضعون أنفسهم في خطر في مواجهة دعاة الانفصال خارج المملكة دون وجود من يحميهم، خصوصا وأن القوانين الأوروبية تختلف مع قوانينا…، لذلك فهم بحاجة إلى دعم مادي”.
من جهته، قال الدكتور حيري عبد الإله، طبيب تخدير وفاعل جمعوي بفرنسا، إن هناك أزيد من 7000 من أصول مغربية يشتغلون في المجال الطبي في فرنسا.
وأوضح أن هؤلاء يمكن أن يكونوا فاعلين حقيقيين وسط الجالية المغربية، لأنهم وطنيون واعون جيدا بالإشكاليات والالتزامات المرتبطة ببلدهم المغرب.
وأبرز حيري الذي يرأس الرابطة الطبية المغربية الفرنسية، أنه يوجد أيضا فاعلين سياسيين بارزين من أصول مغربية في فرنسا، بينهم وزراء وبرلمانيين، مثل رشيدة ذاتي، بلقاسم..، يمكنهم أن يكونوا ”لوبي” لخدمة البلد.