يقول المثل الجزائري الشائع” اذا لم يأت الجبل الى محمد ، فعلى محمد أن يذهب الى الجبل”. ولو آمنا بحكمة وصواب هذا المثل لجاز لنا أن ننصح الهيئة القضائية التي تحاكم بوعشرين بأن تذهب اليه في محبسه طالما أنه يرفض المثول أمامها بحضور المشاغبين والمشاغبات الذين يتعمدون استفزازه والحط من كرامته. وفي الواقع فان الأمر الذي يحاول بوعشرين فرضه علينا بألاعيب صبيانية يتجاوز كل ابعاد أمثولة شقيقنا محمد وجبله الجزائري الذي لا تهزه ريح. فهو يرفض أن يستفز وتهان كرامته وهنا مربط الفرس ومكمن الداء اذ يبدو أنه لا يدرك أن ما أوصله الى ورطته الحالية هو استفزازه للمدعيات واهانة كرامتهن وجوهرهن الانساني.
ومع ذلك يصر بوعشرين على أن يستعرض أمامنا كامل نرجسيته المتضخمة حين يطالب المحكمة بمراعاة مشاعره المرهفة وكرامته التي لم تضع اعتبارا لكرامة ضحايا فحولته المفترضة. ولعله يحق لنا أن تساءل ، ضمن هذا السياق المسرحي المبتذل ،عما اذا كان بمقدور دفاع الضحايا أن يجد توصيفا رهيفا وشفافا للأفعال التي يتابع من أجلها تفاديا لجرح مشاعره واهانة كرامته رغم أن ما يتهم بالقيام به لا يندرج الا في قائمة الأبشع والأردأ والأكثر حيوانية.
وسيظل غريبا ، في تاريخ المتابعات القضائية ، أن يتهرب بوعشرين من تبرئة نفسه الأمارة بالسوء بمثل هذا الخلط الردئ للأوراق طمعا في أن يتحول من متهم بالفعل الى ضحية بالافتراض.
والشاهد أن التهم التي تلاحقه ستظل قائمة حتى يقول القضاء كلمته الفاصلة وسيعرف محمد وقتها أن الجبل لن يتحرك من مكانه وأن أمنياته وتوهماته باطلة وقبض الريح.