محمد الشمسي
هل تخطى أسود الأطلس خصومهم أم أن القرعة أهلتهم حين وضعتهم مع منتخبات تحبو كرويا وتقاوم للوقوف على أرجلها؟، بمعنى أننا لم نعبر عبور الأسود بل صنع لنا خصومنا جسرا مررنا عليه بفضيحة.
التمست العذر للأسود حين اقتسموا نقط المباراة ضد موريتانيا، وقلنا إن العشب والكرة والملعب والطقس والرياح و…و…لم تكن في صالح لاعبين تربوا في أحضان بيئة مدللة، وانتظرنا المباراة الاخيرة أمام بوروندي الحديث العهد بكرة القدم، وانتظرنا إبداع لاعبين “الهضرة عليهم” أكثر من ساعات لعبهم، وآخرون جدد لا يعرف سيرتهم الكروية غير المدعو خاليلوزيتش وتابعه حجي.
حاولت ان اقنع نفسي انه لا يلزمك جنسية مزدوجة بالضرورة إن أنت رغبت في حمل قميص وطنك، لكن خاب مسعاي فهذه هي على العموم ظاهرة تسود جل المنتخبات اللاهتة خلف التكوين الاوربي، والراغبة في “سرقة الالقاب” بدون عناء تكوين أو تأسيس لثقافة الفوز .
طيلة ال 90دقيقة دون احتساب 7دقائق كوقت بدل ضائع في الشوطين معا لم أر “منتخب النجوم” الذي رسموه في مخيلة الجماهير ، بل رمقنا جماعة من الشباب يطاردون كرة مثل قطط تلعب بكبة من الصوف.
بالنسبة للملعب ” فمعندهم ما يقولو فيه” عشبا و طقسا “و حتى أنهم كانوا “مهنيين من ضغط الجمهور” ، لكن لا فرق ببن الهرولة خلف الكرة في الرباط ونواكشوط، تيقنت ان ” القطرة من الركيزة” ، بحثت عن العناصر الجديدة التي اكتشفها المكتشفون في” أدغال اوروبا” ، وجدتهم لعبوا “ديريكت” دون سابق كرسي الاحتياط أو حتى استبدال ، أحدهم لم ألحظه في الملعب إلا في الشوط الثاني اعتقدت انه بديل لزميل له لكن تبين لي انه لعب المباراة كلها دون ان يذكر المذيع اسمه وطبعا دون ان يقوم بشيء يستحق عليه ذكر إسمه.
وآخر اشتريناه بعد ان سبق وباعنا، وانتزعناه من حضن اسبانيا التي غررت به مقابل عشر دقائق من اللعب مع منتخبها، واسترجعناه بحكم قضائي عسير ، لكن لا أحد يقدر ذلك المال الكثير لأن ” الحبة والبارود من دار القايد”، انتظرناه فإذا به لا يختلف عن أي لاعب آخر ، وعايناه يسجل هدف المباراة بتسديدة لم يرفع خلالها عينه نحو الشباك بل ” ضربها بجهد وعا عالله ” وامثال هذا النموذج ما أكثرهم ويوجد أفضل منهم في البطولة ولا حاجة لنا بصداع “الطاس” والفيفا وربما الامم المتحدة.
هل هؤلاء قطع غيار تعطي أكلها في أنديتها وحين يتم نزعها من أنديتها وتركيبها في محرك المنتخب لا تنتج غير الدخان والضجيج ؟ ، قد يكون العيب في الميكانيكي الذي هو خاليلوزيتش الذي يحاول الحفاظ على راتبه السمين بالتنقيب عن لاعبين يوهمنا جميعا أنهم ” جاهزين”، وقد يكون العطب في قطع الغيار نفسها التي لا تنتج الحركة المطلوبة إلا ضمن منظومة معينة، وقد يكون الخلل في ظروف اشتغال محرك المنتخب حيث تغيب الرغبة وينعدم الدافع ويشعر البعض انه غريب عن القميص الذي يحمله وغريب عن الاجواء التي اكتشفها ولا تسكنه حماسة داخلية، ويقابل كل هذا تبجيل له وإجلال يظن نفسه امامه انه اكبر من المدرب وحتى من رئيس الاتحاد نفسه، فهؤلاء طلبوا وده و”حزروه باش يلعب معاهم” لذلك يلعب وهو ” دافع عليهم كبير” فيظهر أثر “البخ” ولا يظهر أثر الأداء الجيد.
سيبقى سفيان رحيمي و ايوب الكعبي في كرسي الاحتياط مع كتيبة خاليلوزيتش ليس لضعف مستواهم، فمستوى الجميع متقارب وليس فيه أي تفاوت واعود لأستثني المتميز أشرف حكيمي، فعندما يتألق المدافع الأيمن فلنا أن نسأل عن وسط الميدان والهجوم، لن يلعب رحيمي والكعبي لانهما لا يحملان جنسية اخرى.
في العموم نبارك لأنفسنا ذلك المرور المغشوش نحو الكاميرون ، ونأمل أن “الموطور يدير أمارش”، فمن المضحك المبكي ان تستخرج كل الاسلحة لتتعادل مع موريتانيا وتسرق فوزا من بوروندي بهدف يتيم ، دون الحديث عن تكلفة هذا المرور الملتبس، مع الاشارة الى ان الوداد والرجاء فازا في اكثر من مناسبة على اندية افريقية تضم نصف منتخبها، بدون “طاس” ولا ” تحزار”، واللهم سدد كرتنا.