أكد سفير المغرب لدى النمسا لطفي بوشعرة أن إفريقيا والعمل من اجل خدمة القارة الإفريقية يمثلان أولوية إستراتيجية بالنسبة للمغرب داخل الوكالة الدولية للطاقة النووية.وجدد بوشعرة وهو أيضا الممثل الدائم للمملكة لدى المنظمات الدولية في فيينا في كلمة الثلاثاء أمام مجلس ممثلي الوكالة، التأكيد على التزام المغرب واستعداده لتقاسم خبرته في مجال الاستخدام السلمي للتكنولوجيات النووية مع الدول الأعضاء في الوكالة، خاصة البلدان الأفريقية، في إطار التعاون جنوب -جنوب والتعاون الثلاثي التضامني، بما في ذلك اتفاق التعاون الإقليمي الأفريقي.
وفي هذا الصدد، اوضح السفير، ان المغرب وقع الأسبوع الماضي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفاقا حول مشروع (مختبر أبحاث الإنترنت) ” أيرل ” الذي من شأنه أن يمكن البلدان الإفريقية التي لا تتوفر على مفاعل للبحث من الولوج عبر الإنترنت الى مرافق المفاعل البحثي المغربي الذي يديره المركز الوطني للطاقة والعلوم التقنية النووية “، مشيرا إلى أن هذا المشروع قادر على المساهمة في الجهود الوطنية في مجال التعليم، والتكوين، وتطوير البحوث المتعلقة بالاستخدام السلمي للتطبيقات النووية.
وسجل الدبلوماسي المغربي في هذا السياق، أن أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبدعم من الجميع، يجب أن ترقى الى مستوى أفضل خاصة من خلال برنامج التعاون التقني القائم على الشراكة القوية والدائمة بين المغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية كما يترجم ذلك تعاونهما الوثيق في مجالات الصحة والمياه والفلاحة والبيئة وفي تعزيز الاستخدام السلمي للتطبيقات والتكنولوجيا النووية لأغراض التنمية المستدامة.
وأشار السفير الى أنه بفضل دعم الوكالة الدولية للطاقة النووية ، قامت المملكة بتطوير الخبرات الوطنية في هذه المجالات ،موضحا أن المغرب يتابع باهتمام كبير التقدم الذي سجل خلال سنة 2017 في ما يخص تطوير مجموعة واسعة من التقنيات النووية وإمكانياتها للمساهمة بشكل كبير في جهود الدول الأعضاء في الوكالة، خاصة البلدان السائرة في طريق النمو من اجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ .
وبعد أن أكد على دعم المغرب لجهود الوكالة في تطوير الطاقة النووية والتكنولوجيا للأغراض السلمية ، بما في ذلك تعزيز التنمية المستدامة في الدول الأعضاء ، أشار بوشعرة ، الى أن المغرب، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتلك الخاصة باتفاق باريس بشأن المناخ ، مقتنع بالدور الهام للطاقة النووية في التنمية المستدامة ، لا سيما من خلال التقليل من الاعتماد على الطاقة الاحفورية ومكافحة انبعاثات الغازات والاحتباس الحراري، والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، فضلا عن تحلية مياه البحر.
واكد الدبلوماسي المغربي أمام مجلس ممثلي الوكالة الذي تتواصل أشغاله الى غاية يوم الجمعة المقبل ، دعم المغرب لمشروع تجديد مختبر العلوم النووية والتطبيقات النووية في سيبردورف في النمسا السفلى على بعد ثلاثين كيلومترا من فيينا ، مؤكدا على أن هذا المشروع ضروري لتعزيز التكوين في البلدان السائرة في طريق النمو في العلوم والتطبيقات النووية ، وبشكل خاص البلدان الأفريقية.وخلص الى أن المغرب قدم، من خلال المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية ، مؤخرا مساهمته المالية بقيمة 10000 يورو لهذا المشروع ، مشددا في هذا الاطار على ضرورة ان تنهج الدول الأخرى الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفس النهج من أجل تنفيذه بنجاح في الوقت المحدد.