24 ساعة-متابعة
تناولت دراسة حول “القوة الناعمة” للمغرب، خاصة في إفريقيا، بالتفصيل أصول المملكة وخرجت بعدة توصيات. أهمها يتعلق بالجوانب “الداخلية”. حيث أوصت الدراسة بالعمل على نموذج يؤسس لجودة حياة أفضل للمواطنين.
وتناولت الدراسة الأكاديمية الحديثة الجوانب الأساسية لعمل المملكة المغربية في “قوتها الناعمة”. وتتحدث الوثيقة عن عدة جوانب وأدوات متاحة للمغرب. سواء المرتبطة بالثقافة أو الاقتصاد أو الدبلوماسية الإنسانية والروحية.
كما تقدم الدراسة المنشورة في عدد أكتوبر من مجلة “الباحث“، عدة توصيات لتعزيز نفوذ البلاد في محيطها الإقليمي والدولي، خاصة في إفريقيا، قارتها، التي كانت أحد الخطوط الرئيسية لـ “القوة الناعمة” المغربية في العقود الأخيرة.
المغرب يسعى إلى تعزيز دوره الإقليمي كقوة جيوسياسية وجيواستراتيجية في القارة الإفريقية
وتشير الدراسة المذكورة إلى أن المغرب يسعى إلى تعزيز دوره الإقليمي كقوة جيوسياسية وجيواستراتيجية في القارة الإفريقية. من خلال جملة من الجهود الرامية إلى تعزيز حضوره على الساحة الإفريقية وتعزيز علاقات التعاون والشراكة مع العديد من دول القارة .
وأضاف أن “المغرب يستخدم أدوات القوة الناعمة لتحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك الأدوات الاقتصادية والروحية والإنسانية والإعلامية”، مضيفا أن المغرب، “خلافا للدول الغربية التي تتبنى سياسات مترددة تجاه إفريقيا، يعتمد في قوته الناعمة على الدبلوماسية”. استراتيجيات تقوم على التعاون بين دول الجنوب” في إطار سياسة المنفعة المتبادلة.
كما تم تسليط الضوء على دور الدبلوماسية الوقائية المغربية على المستوى السياسي، والتي أثبتت فعاليتها في حل العديد من الصراعات والبحث عن حلول سلمية ودائمة للأزمات السياسية التي تواجه القارة الإفريقية.
وتذكر الدراسة أن “الرباط تشارك بانتظام أيضا في جهود حفظ السلام بالمنطقة تحت رعاية الأمم المتحدة”، مضيفة أنه “يبدو أن المغرب يتبع نهجا مدروسا لتعزيز مكانته في إفريقيا من خلال الاعتماد على القوة الناعمة والتعاون المشترك”. الاستراتيجيات، مما يزيد من فرصها في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
النهج المتوازن للمملكة المغربية يمكن أن يكون بمثابة نموذج للدول الأخرى
وتشير الدراسة إلى أن هذا النهج المتوازنللمملكة المغربية يمكن أن يكون بمثابة نموذج للدول الأخرى التي تسعى إلى بناء علاقات دائمة ومثمرة في أفريقيا.
وتوضح أن تعزيز الموقف الإقليمي في القارة الإفريقية قد تحقق خاصة بتوقيع آلاف الاتفاقيات وإلغاء ديون بعض الدول والانضمام إلى تجمع دول الساحل والصحراء سنة 2001.
كما ساهم تدريس المذهب السني المالكي ودور مؤسسة محمد السادس في تكوين الأئمة في لعب دور مهم، بالإضافة إلى سياسة تسوية أوضاع آلاف المهاجرين غير الشرعيين وإنشاء مرصد الهجرة الإفريقية بالرباط.
وفي المجال الثقافي، “يرحب المغرب بآلاف الطلبة الأفارقة في جامعاته ومعاهده. وأنشأ معهد الدراسات الإفريقية”. وفي مجال الإعلام، تمول المملكة الاتحاد الأطلسي لوكالات الصحافة الإفريقية. والمركز الإفريقي لتكوين الصحفيين، حسبما أشارت الدراسة.
ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، لكن المغرب “بإمكانه تعزيز حضوره في إفريقيا. من خلال استكشاف فرص جديدة وتعزيز التعاون”. ومن أجل تعزيز الريادة المغربية والإفريقية ومواجهة تحديات الألفية الثالثة،
وتؤكد الدراسة أن ذلك يتطلب تعزيز القوة الناعمة للمغرب كنموذج للنجاح في شمال إفريقيا. من خلال وضع استراتيجية ذات أهداف واضحة ودقيقة. مع المراقبة المستمرة لتحقيقها .