24 ساعة ـ متابعة
إن وضع الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة، في إطار التطور العالمي الذي يميز المغرب. يجعلها نموذجا يحتذى به. وقد أثبتت هذه المبادرة قدرتها وأهميتها من خلال تحويل المملكة إلى لاعب رئيسي في إنتاج الطاقة المتجددة، حسبما تؤكد دراسة حديثة نشرها المركز الديمقراطي العربي.
منذ عام 2009، قام المغرب بتحول جريء من خلال تطوير استراتيجية وطنية مبتكرة للطاقة. لا تهدف فقط إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ولكن أيضا لتلبية احتياجاته الملحة من الطاقة في سياق ارتفاع فواتير الطاقة بشكل كبير. حسبما أكد مؤلفو الدراسة رشيد مفتاحي وعيسى البوزيدي، منشور في العدد السابع والعشرون من مجلة الدراسات الإعلامية الصادرة عن المركز الديمقراطي العربي.
وأشاروا إلى أن هذه المرحلة الأولى أعقبها اعتماد استراتيجية كفاءة الطاقة، مما يمثل خطوة حاسمة نحو استهلاك أكثر ترشيدا واستدامة للطاقة. وفي عام 2017، وصل المغرب إلى مرحلة جديدة بإطلاق استراتيجيته الوطنية للتنمية المستدامة. وترتكز هذه الاستراتيجية على أسس متينة وتوجهات واضحة، تدمج برامج مبتكرة تهدف إلى رفع حصة الطاقات المتجددة إلى 42% سنة 2020، ثم إلى 52% بحلول 2030.
وقال الباحثون إن هذه المبادرة، مصحوبة بنهج استراتيجي وطني للتنمية المستدامة. تبشر بعصر جديد يهدف إلى الحد من التأثير البيئي مع تعزيز النمو الأخضر والشامل. وبالإضافة إلى ذلك، ومن خلال سعيه لتطوير وتنويع مزيج الطاقة. يعتمد المغرب على الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة كركائز لسياسته في مجال الطاقة، مع تعزيز التكامل الإقليمي لزيادة المرونة في مواجهة التحديات العالمية.
تقليص اعتماد المغرب على الطاقة إلى 88%
علاوة على ذلك، أشارت الدراسة إلى أن تقليص اعتماد المغرب على الطاقة إلى 88% أتاح للمملكة تجنب استنفاد مواردها المالية والحفاظ على البيئة. مشيرة إلى أن المشاريع المستقبلية التي أطلقها المغرب ستجعل من نفسه مصدرا للكهرباء النظيفة على مستوى العالم. العقد القادم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التنفيذ الناجح للاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة في المغرب جعل من هذا البلد نموذجا يحتذى به في هذا المجال. وقد أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها وأهميتها من خلال تحويل المغرب إلى منتج رئيسي للطاقة المتجددة. وقد شجع هذا التحول لتحديات الطاقة إلى فرص استثمارية على المشاركة في مشاريع التنمية الكبرى في هذا القطاع.
ونتيجة لذلك، عزز المغرب موقعه كرائد عالمي في مجال الطاقة المتجددة، مما وضعه على مسار جديد للتنمية المستدامة. قادر على تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي وبيئي كبير، مما يقربه من هدفه المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. .