24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
عاد الحديث عن مشروع ضخم وطموح، النفق البحري الذي سيربط بين المغرب وإسبانيا من جديد الى الواجهة، حيث كشفت صحيفة “afriquenligne“ الفرنسية، أن تكلفة هذا المشروع تقدر بنحو 30 مليار يورو.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع لا يمثل مجرد إنجاز هندسي هائل، بل يحمل في طياته إمكانية إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي والثقافي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت أن النفق الذي سيمتد لمسافة 42 كيلومترا تحت مضيق جبل طارق، يعد نقطة تحول محتملة في حركة التجارة وتنقل الأفراد.
وأكد المصدر، أن شركة “Herrenknecht Iberica” الألمانية، المتخصصة في بناء آلات حفر الأنفاق، بمهمة إنجاز دراسة الجدوى لهذه المبادرة الهائلة. ومن المراقب أن تقدم نتائج دراسة جدوى المشروع خلال شهر يونيو الجاري.
و أوضحت الصحيفة أن الدراسة تركز على التحديات الفنية واللوجستية المعقدة، مثل خصائص التربة البحرية، والتقنيات المطلوبة للحفر تحت الماء، ومواجهة المخاطر الزلزالية في منطقة نشطة جيولوجيا. كما تلعب أجهزة قياس الزلازل البحرية دورا حيويًا في جمع بيانات دقيقة عن الأعماق تصل إلى 6000 متر، وهي معلومات أساسية لضمان سلامة المشروع واستدامته.
وشددت على أن فكرة النفق ليست وليدة اليوم، فقد انطلقت في عام 1979 بمبادرة من الملك الحسن الثاني والملك خوان كارلوس الأول.
وبعد عقود من التوقف، عاد المشروع ليؤكد عزم الحكومتين المغربية والإسبانية على تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية. ويهدف النفق إلى أن يكون ركيزة أساسية للعلاقات بين أوروبا وإفريقيا، من خلال تسهيل حركة ملايين الأطنان من البضائع وعدد كبير من المسافرين سنويا، بما يعزز السياحة ويشجّع الاستثمارات المتبادلة.
ومن المتوقع، أن يكون لهذا المشروع تأثيرات اقتصادية وثقافية عميقة، حيث سيسهل مرور ما يقرب من 13 مليون طن من البضائع و12.8 مليون مسافر سنويا، مما يجعله محركا للنمو في كلا المنطقتين. كما سيعزز النفق التبادل الثقافي والتاريخي بين ضفتي المتوسط، ليكون رمزًا لعهد جديد من التعاون والتفاهم المشترك بين أوروبا وإفريقيا