24 ساعة-أسماء خيندوف
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة “CUREUS” للعلوم الطبية عن ضعف الإقبال على خدمات الصحة النفسية الإلكترونية في المغرب، بما في ذلك أنظمة المواعيد الإلكترونية.
وسلطت هذه الدراسة، التي أعدها باحثون من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الضوء على التحديات التي تواجه المرضى النفسيين في اعتماد هذه الخدمات، مشيرة إلى دور محدودية الثقة بالتكنولوجيا في ذلك، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالمهارات الرقمية وتفضيل التفاعل الشخصي مع الطواقم الطبية.
نتائج مقلقة رغم ارتفاع مستويات التعليم
أوضحت الدراسة أن غالبية المشاركين في البحث حصلوا على تعليم جامعي أو أعلى، إلا أن هذا لم ينعكس على معدلات استخدامهم لأنظمة المواعيد الإلكترونية. بل إن العديد منهم جرب النظام مرة واحدة فقط قبل العودة إلى الوسائل التقليدية كالمكالمات الهاتفية أو الزيارات الشخصية. ويرجع ذلك إلى غياب الإلمام الكافي بالتكنولوجيا، فضلا عن القلق من المساس بالخصوصية، وهي قضية ذات حساسية بالغة في مجال الصحة النفسية.
تأثير جائحة كوفيد-19 على التوجه نحو الرقمنة
رغم هذه التحديات، لاحظ الباحثون أن جائحة كوفيد-19 ساهمت في زيادة نسب استخدام أنظمة الصحة الإلكترونية، حيث دفعت الأزمة الصحية الكثيرين لتجربة هذه الأدوات. غير أن الاستفادة منها ظلت متفاوتة، إذ اعتبرها بعض المرضى وسيلة فعالة لتنظيم المواعيد، بينما عانى آخرون من صعوبات في استخدامها أو شككوا في جدواها.
وأوصت الدراسة بضرورة تعزيز الثقة في التكنولوجيا الصحية من خلال تحسين سهولة استخدامها وإبراز فوائدها، مثل الكفاءة وسرعة الحصول على الخدمات.
كما أشارت إلى أهمية التركيز على تطوير استراتيجيات تثقيفية تستهدف تعزيز الثقة لدى المرضى، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الخاصة بالصحة النفسية التي تجعل المستخدمين أكثر حذرًا في التعامل مع الأنظمة الرقمية.
و من جانب آخر، شدد تقرير حديث للمجلس الأعلى للحسابات على وجود اختلالات كبيرة في منظومة الصحة العقلية بالمغرب، معتبرا أن النصوص القانونية الحالية غير كافية للتعامل مع الحاجيات المتزايدة للمواطنين.
و أورد أن القوانين تركز على الجوانب العلاجية داخل المستشفيات، متجاهلة الوقاية وتعزيز الصحة النفسية كجزء أساسي من الاستراتيجية الصحية.
وخلص التقرير إلى إعادة النظر في مقاربة الصحة النفسية بالمغرب، سواء من خلال تطوير التشريعات أو تعزيز الخدمات الإلكترونية. فالتكنولوجيا، رغم التحديات التي تواجه تبنيها، تظل أداة واعدة لتوسيع نطاق الخدمات الصحية وتحسين جودتها، شريطة أن تتم مراعاة احتياجات المستخدمين وثقتهم بها.