منذ بداية شهر رمضان، تجري أطوار مسلسل “مثير” يدور حول صراع محتدم للسيطرة على المزرعة العائلية بعد وفاة “الشريفة”، التي لم تكن سوى امرأة قوية كانت على رأس إمبراطورية لتربية المواشي والجزارة.
رحمة وسعيدة شقيقتان، تجتمعان بغيثة أختهما من أب آخر، لإدارة مزرعة والدتهن “الشريفة” بعد وفاتها، حيث سيواجهن مجموعة من التحديات لتسيير العمل ومواجهة التحديات المالية وكذلك لبناء روابط عائلية بينهن والحفاظ عليها.
تعرض المسلسل لانتقادات كبيرة، بسبب ما اعتبر الطابع “الصعيدي” الذي يؤثث مشاهده، خاصة أن المبالغة في المشاهد والدراما وكأن البادية المغربية لا يحكمها قانون، جعل المسلسل يسقط ربما في نوع من الشحن غير المبرر.
لكن في ثنايا محاولة المخرج إظهار صراع الطمع الذي يتفجر بين الأخوات، في مواجهة باقي الأطماع التي تحوم بهن، ما يؤدي إلى سقوط أرواح بسبب الانتقام، تبرز شخصية “رقية” زعيمة عصابة “الفراقشية” المتكونة من أبنائها.
هذه السيدة التي تجسدها الممثلة دنيا بوطازوت، تمتهن سرقة المواشي، لتتحول منذ الحلقة الأولى إلى عنصر أساسي في لعبة الأخوات..فتارة تتم فرقشة الأبقار لفائدة البشير، وتارة لفائدة رقية، وتارة لفائدة رحمة..المهم أن “التفرقيش” يكاد لا يفارق أي حلقة من حلقات المسلسل.
ولأن الأمر يرتبط بلصوص الماشية، فربما لن نجد أفضل من وصف “التفرقيش” لنطلقه على هؤلاء الذين سطوا على دعم الدولة، المقدر ب1300 مليار، لاستيراد الأبقار واللحوم، دون أن يكون لذلك أي أثر على الأسعار.
“عصابة الفراقشية” الذين التهموا الدعم تتكون من 18 فردا، أو متحكرا كما وصفهم وزير الصناعة والتجارة رياض مزور. فقد منحتهم الدولة المال ووضعت فيهم الثقة لضمان استقرار الأسعار، لكنهم تحولوا إلى “فراقشية”. وكأن سيناريو مسلسل “الدم المشروك” استلهم بعضا من ممارسات هؤلاء ليضفي نوعا من الجاذبية على خيال هذا العمل الدرامي.
لحسن الحظ أن هؤلاء لن ينعموا بعد الآن بنوم هادئ، بعدما دخلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الخط من أجل التحقيق في هذا الملف، والذي قد يسقط أسماء كبيرة من عالم الماشية، بعدما اعتقدوا أن المال العام سايب “وما عليه حكام”.