24 ساعة-متابعة
شهدت العلاقات العسكرية في منطقة المغرب العربي تطورات لافتة خلال الأيام الأخيرة، حيث أنهى وفد من القوات المسلحة الملكية المغربية زيارة عمل إلى موريتانيا يوم 24 أبريل 2025، بعد أيام قليلة من عودة وفد عسكري موريتاني من الجزائر. حيث وقّع اتفاقيتين عسكريتين وُصفت إحداهما بـ”الهامة جداً”. هذا التزامن يثير تساؤلات حول دلالات التوقيت، وما إذا كانت هذه الزيارات تعكس توازناً دبلوماسياً موريتانياً أم تحمل رسائل إقليمية أعمق.
سياق الزيارة المغربية
جرت زيارة الوفد العسكري المغربي، برئاسة نائب رئيس إدارة الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية. في الفترة من 21 إلى 24 أبريل 2025. ووفقاً لموقع الجيش الموريتاني، تضمنت الزيارة جولات في مقر إدارة أبناء الشهداء وجمعية القوات المسلحة وقوات الأمن الموريتانية. وتأتي هذه الزيارة في إطار تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين المغرب وموريتانيا، مما يشير إلى استمرار التعاون العسكري بين البلدين.
يُنظر إلى هذه الزيارة كجزء من جهود المغرب لتعزيز العلاقات مع موريتانيا. خاصة في ظل التحديات الأمنية المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في منطقة الساحل. كما أن تركيز الزيارة على الأعمال الاجتماعية. مثل دعم أبناء الشهداء، يعكس رغبة المغرب في تعزيز الجوانب الإنسانية للتعاون العسكري، مما يضفي طابعاً إيجابياً على العلاقات الثنائية.
الزيارة الموريتانية للجزائر: اتفاقيات عسكرية
في الوقت نفسه، عاد وفد عسكري موريتاني من الجزائر بعد توقيع اتفاقيتين عسكريتين، وُصفت إحداهما بأنها “هامة جداً”. لم تُكشف تفاصيل هذه الاتفاقيات، لكنها تأتي في سياق تعزيز التعاون الأمني بين نواكشوط والجزائر، خاصة في ظل التوترات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء. الجزائر، التي تتمتع بنفوذ عسكري كبير في المنطقة، تسعى إلى تعزيز شراكاتها مع دول الجوار لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك نشاط الجماعات المسلحة.
توقيع هذه الاتفاقيات يعكس حرص موريتانيا على تنويع شراكاتها العسكرية، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجزائر، التي تشترك معها في حدود طويلة وتحديات أمنية مشتركة.
دلالات التوقيت.. تزامن الزيارتين العسكريتين يحمل دلالات سياسية
التوازن الدبلوماسي الموريتاني: تسعى موريتانيا إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من المغرب والجزائر، وهما دولتان تشهدان توترات دبلوماسية متكررة، خاصة حول قضية الصحراء. من خلال استقبال وفد مغربي بعد زيارة عسكرية للجزائر. ترسل موريتانيا رسالة مفادها أنها ملتزمة بالحياد، مع تعزيز التعاون مع كلا الطرفين.
رسائل مغربية إقليمية: قد تكون زيارة الوفد المغربي محاولة لتأكيد حضور المغرب في المشهد الأمني الإقليمي، خاصة بعد توقيع موريتانيا اتفاقيات مع الجزائر. المغرب، الذي يمتلك علاقات تاريخية وثيقة مع موريتانيا، يسعى إلى تعزيز هذه العلاقات لضمان عدم تأثرها بالتقارب الموريتاني-الجزائري.
التحديات الأمنية المشتركة: تأتي هذه الزيارات في سياق تصاعد التحديات الأمنية في منطقة الساحل. حيث تواجه موريتانيا، المغرب، والجزائر تهديدات مشتركة مثل الإرهاب والتهريب. التعاون العسكري يظل ضرورياً لتنسيق الجهود وتبادل المعلومات. مما يجعل هذه الزيارات خطوة عملية لتعزيز الأمن الإقليمي.
التنافس المغربي-الجزائري غير المباشر: على الرغم من أن الزيارتين لا تعكسان بالضرورة تصعيداً مباشراً في التوترات بين المغرب والجزائر، إلا أنهما تسلطان الضوء على التنافس غير المباشر بين البلدين على النفوذ في المنطقة. موريتانيا، بموقعها الجغرافي والسياسي، تظل ساحة مهمة لهذا التنافس.
آفاق العلاقات المغربية-الموريتانية
تؤكد الزيارة العسكرية المغربية إلى موريتانيا على عمق العلاقات بين البلدين، التي تستند إلى تاريخ مشترك ومصالح متبادلة. المغرب الذي يدعم موريتانيا في مجالات التكوين العسكري والتعاون الأمني. يسعى إلى تعزيز هذه الشراكة من خلال تنفيذ الاتفاقيات المبرمة. بما يشمل دعم المؤسسات الاجتماعية المرتبطة بالقوات المسلحة.
من جانبها، تحرص موريتانيا على استمرار هذا التعاون، مع الحفاظ على علاقاتها مع الجزائر. هذا التوازن يعكس استراتيجية موريتانية تهدف إلى تعزيز أمنها واستقرارها دون الانحياز إلى أي طرف في الخلافات الإقليمية.