24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
يمثل إعلان حزب “رمح الأمة” (Umkhonto we Sizwe – MK Party) في جنوب إفريقيا عن دعمه لسيادة المغرب على الصحراء المغربية ومقترح الحكم الذاتي، تطورا لافتا قد يشير إلى تحول محتمل في المواقف الإفريقية تجاه هذا النزاع الإقليمي.
ويأتي هذا الإعلان من حزب ناشئ ولكنه اكتسب زخما كبيرا في المشهد السياسي الجنوب إفريقي، مما يمنحه أهمية تتجاوز حجمه الحالي.
دلالات سياسية عميقة
يعد دعم حزب جنوب إفريقي لمقترح الحكم الذاتي المغربي خطوة ذات دلالات سياسية عميقة، وذلك لعدة أسباب:
موقف جنوب إفريقيا التاريخي:
تبنت جنوب إفريقيا، على مدى سنوات، موقفا داعما لجبهة البوليساريو ومعارضا لسيادة المغرب على الصحراء، انطلاقا من تاريخها في مناهضة الفصل العنصري ودعم حركات التحرر. ويشكل ظهور صوت داخل جنوب إفريقيا يدعم الموقف المغربي، حتى وإن صدر عن حزب ناشئ، خرقا لخط سياسي ظل راسخا لعقود.
تغير الديناميكيات الإفريقية:
يمكن أن يعكس هذا الدعم إدراكا متزايدا بأن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الحل الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق لهذا النزاع. كما قد يشير إلى تحول أوسع في القارة الإفريقية نحو مقاربات أكثر براغماتية للنزاعات الإقليمية، بعيدًا عن المواقف الأيديولوجية القديمة.
تأثير داخلي في جنوب إفريقيا:
يفتح هذا الإعلان، بغض النظر عن مدى تأثيره على السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا في المدى القصير، نقاشا داخليا حول هذا الملف. وقد يدفع الأحزاب السياسية الأخرى إلى إعادة تقييم مواقفها أو على الأقل، إلى تبريرها بشكل أوضح أمام الرأي العام
أهمية موقف حزب “رمح الأمة” من مغربية الصحراء
أظهر حزب “رمح الأمة”، على الرغم من حداثة تأسيسه، قدرة على جذب قطاعات واسعة من الناخبين في جنوب إفريقيا، خاصة بعد الانتخابات الأخيرة التي شهدت تراجعًا تاريخيًا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم.
ومنح هذا الزخم الحزب صوتا مؤثرا في المشهد السياسي، إذ يمكن لإعلانه دعم الموقف المغربي أن يساهم في تشكيل الرأي العام الجنوب إفريقي، ويفتح آفاقًا جديدة للنقاش حول النزاع في الصحراء المغربية، حتى وإن لم يصل إلى السلطة حاليا.
آفاق مستقبلية
يصعب في الوقت الراهن تحديد مدى تأثير هذا الإعلان على سياسة جنوب إفريقيا الخارجية تجاه الصحراء المغربية بشكل فوري، لكنه يعد مؤشرا على تغير في المواقف وبروز أصوات جديدة داخل الساحة الإفريقية تدعو إلى حلول واقعية ومبتكرة. وقد يشجع هذا التطور دولا إفريقية أخرى على إعادة النظر في مواقفها، خاصة في ظل تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل جاد وذي مصداقية للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.